دراجي الجزائري: من مدافع عن الأسد إلى داعم للثورة

في عالم الإعلام، تعتبر المصداقية حجر الزاوية لأي مذيع أو صحافي، لكن يبدو أن حفيظ دراجي، الإعلامي الجزائري، قرر اتباع مسار مختلف يتسم بتقلبات مثيرة للجدل في مواقفه السياسية، ومنها موقفه من بشار الأسد.
دراجي، الذي كان يوما من أبرز المدافعين عن نظام بشار الأسد في سوريا، تحول فجأة إلى داعم للثورة السورية، مثيرا تساؤلات عميقة حول دوافع هذا الانقلاب الحاد.
دراجي.. بين الأمس واليوم
لسنوات، كان حفيظ دراجي من أشد المؤيدين لنظام بشار الأسد، مبررا أفعاله ومهاجما خصومه السياسي، ولم يكن موقفه مجرد تأييد عابر، بل كان دفاعا شرسا عن النظام السوري، رغم الانتهاكات الموثقة وجرائم الحرب التي ارتكبها بحق شعبه.
لكن مع انتصار الثورة السورية وظهور إرادة الشعوب قوة لا تقاوم، غير دراجي موقفه فجأة، متغنيا بحرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، وهي الخطوة، التي جاءت متأخرة، وبعد سنوات من صمت وتأييد الأنظمة القمعية، وطرحت سؤالا جوهريا: هل كان هذا التحول نابعاً عن قناعة حقيقية أم مجرد محاولة للتأقلم مع موجة التغيير؟
انعكاس صورة النظام الجزائري
يرى كثيرون أن دراجي ليس مجرد إعلامي، بل هو واجهة لسياسات النظام الجزائري، المعروف باستخدام الإعلام كأداة للترويج لأجنداته، فالتناقض الصارخ في مواقف دراجي يلقي الضوء على الأساليب التي يتبعها هذا النظام في إدارة قضاياه، حيث يتم تغيير الخطاب وفقاً للمصالح السياسية، بدلا من القيم الأخلاقية.
وصف البعض حفيظ دراجي بأنه تجسيد لأساليب النظام الجزائري “المتعفنة”، التي تتسم بالتلون السياسي والتلاعب بالرأي العام، فقد اعتبر منتقدوه أن تحوله ليس إلا محاولة لكسب الشعبية وركوب موجة انتصار الشعوب، بينما يستمر في أداء دوره كأداة للنظام.
الإعلام والمصداقية المفقودة
القضية هنا لا تتعلق فقط بحفيظ دراجي كشخص، بل بإشكالية أوسع تشمل الإعلام العربي الذي يعاني من تسييس واضح يفقده مصداقيته، فمواقف دراجي المتقلبة تسلط الضوء على الحاجة إلى استقلال الإعلاميين عن الضغوط السياسية، حفاظا على مهنيتهم وصدق رسالتهم.
حفيظ دراجي، بمواقفه المتناقضة، يعكس وجه الإعلام الذي يخدم الأنظمة بدلا من الشعوب، وبين الدفاع عن الطغاة والاحتفاء بإرادة الشعوب، يبقى السؤال الأهم: هل يدرك دراجي حجم الخيبة التي يشعر بها جمهوره إزاء هذا النفاق السياسي؟ أم أنه مستمر في لعب دوره كوجه دعائي للنظام مهما كانت الظروف؟