
الربط الكهربائي مع بريطانيا. تسريع الإنجاز
في خطوة تعكس الحركية المتسارعة التي يعرفها مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا، أعلنت شركة Xlinks تعليق طلبها للحصول على تصريح تطوير( (DCO، مؤكدة أن ذلك يأتي بهدف تسريع وتيرة إنجاز المشروع وليس التراجع عنه.
ويعد هذا التعليق المؤقت، حسب الشركة، جزءا من خطة استراتيجية لإعادة تنسيق مراحل المشروع وضمان مرونة أكبر في تنفيذ كافة مكوناته التقنية والإدارية.
تعليق استباقي لتسريع إنجاز الربط الكهربائي
وتقدمت شركة Xlinks، التي تقود مشروع إنشاء أطول كابل بحري في العالم لنقل الطاقة النظيفة من المغرب إلى بريطانيا، بطلب رسمي لتعليق مؤقت لطلب تصريح التطوير في 14 ماي الجاري. القرار الذي وافقت عليه هيئة التخطيط البريطانية بتاريخ 15 ماي، يهدف، حسب مصادر من داخل الشركة، إلى “توحيد مراحل المشروع وضمان تقدمها بسلاسة وسرعة أكبر بعد مراجعة دقيقة لكافة التفاصيل الفنية والمالية”.
وترتبط هذه الخطوة بالانتظار الحاسم لقرار الحكومة البريطانية بشأن عقد الفروقات (CfD)، وهو آلية تسعير تضمن سعرا ثابتا لبيع الكهرباء، وتوفر بالتالي استقرارا ماليا طويل الأمد للمشروع، الذي تبلغ كلفته 24 مليار جنيه إسترليني.
أهمية كبرى للطاقة النظيفة المغربية
ويعد مشروع Xlinks من أبرز المبادرات الطاقية العالمية، حيث سينقل 3.6 جيغاواط من الطاقة الشمسية والريحية من الصحراء المغربية إلى المملكة المتحدة عبر كابل بحري بطول 4000 كيلومتر.
وتكمن أهمية المشروع في مساهمته المرتقبة في خفض انبعاثات الكربون بنسبة 10٪ في بريطانيا وتقليص أسعار الكهرباء بالجملة بـ 9.3٪، مما جعله يحظى بتصنيف “مشروع ذي أهمية وطنية” من طرف الحكومة البريطانية منذ 2023.
التعاون المغربي البريطاني: نموذج شراكة استراتيجية طموحة
مشروع Xlinks ليس مجرد استثمار طاقي ضخم، بل يعكس عمق التعاون المغربي البريطاني المتزايد في مجال الطاقات المتجددة. هذا التعاون يتعزز يوما بعد يوم ليشمل أبعادًا اقتصادية واستراتيجية متعددة، ويُرسخ صورة المغرب كشريك موثوق وأرض خصبة للمشاريع المستقبلية الكبرى.
وتأتي هذه الدينامية في وقت يشهد فيه البرلمان البريطاني دعوات متزايدة من نواب وسياسيين بارزين للاعتراف الصريح بمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل وحيد واقعي لنزاع الصحراء، مما يعزز التقاء المصالح السياسية والاقتصادية بين البلدين.
رسالة للمستثمرين: المغرب خيار مستقبلي مستقر
على الرغم من التحديات المرتبطة ببطء الإجراءات الحكومية البريطانية، أكد رئيس الشركة، سير ديف لويس، في تصريحات سابقة أن المشروع لن يتم التخلي عنه، بل يجري العمل على تأمين كافة شروط نجاحه، مع التنويه بكون المغرب يوفر بيئة استثمارية مستقرة وجذابة. كما سبق له أن حذر من أن استمرار التأخر في الموافقات الحكومية قد يدفع بالشركة إلى النظر في نقل المشروع إلى وجهات بديلة، وهو ما دفع الحكومة البريطانية إلى إعادة تقييم جدية المشروع.
مشروع استثنائي بمستقبل مشرق
يمثل مشروع Xlinks نموذجًا عالميًا للطموح المشترك بين الرباط ولندن من أجل بناء مستقبل طاقي نظيف وآمن، ويُتوقع أن يُسهم في رسم ملامح جديدة للربط الكهربائي القاري، حيث تبرز المملكة المغربية كمركز طاقي استراتيجي في إفريقيا وأوروبا.
ومع اقتراب صدور قرار الحكومة البريطانية بخصوص عقد الفروقات خلال الأسابيع المقبلة، يترقب المستثمرون والفاعلون في قطاع الطاقة المتجددة نتائج هذه الخطوة التي قد تفتح الباب لتسريع تنفيذ المشروع وجذب استثمارات أخرى مشابهة في المغرب.
مشروع Xlinks المغربي البريطاني ليس فقط رهانًا على الطاقة النظيفة، بل هو أيضًا مؤشر على مستقبل واعد للتعاون الدولي الذي يجمع بين الاستقرار السياسي والريادة البيئية والجرأة الاقتصادية.