التغييرات العسكرية بموريتانيا… مرحلة جديدة بعيدا عن الجزائر

أثارت التغييرات العسكرية بموريتانيا، في الآونة الأخيرة، الكثير من التساؤلات والاهتمامات داخل وخارج البلاد.
وشملت التغييرات الكبيرة استبدال قادة بارزين في الجيش والأمن، مما دفع العديد من المحللين والصحفيين إلى التساؤل: هل هي مجرد تعديلات روتينية أم أن هناك دوافع سياسية وراء هذه التحولات؟
سنتناول أسباب التغييرات والسياق الإقليمي والدولي الذي له تأثير كبير على هذه التحولات.
التغييرات العسكرية: هل هي روتينية أم استراتيجية؟
تعد التغييرات العسكرية في موريتانيا، التي شملت استبدال رئيس أركان الجيش الجنرال مختار شعبان بالجنرال محمد فال ولد الرس، خطوة بارزة تستحق الوقوف عندها.
ولم تقتصر التغييرات على القيادات العسكرية فقط، بل شملت أيضا تغييرات في المؤسسات الأمنية.
وشمل التعديل تعيين إبراهيم فال ولد الشيباني قائدا للأركان الخاصة. بالإضافة إلى وصيدو صامبا ديا مديرا عاما للاستخبارات الخارجية.
ورغم أن هذه التعديلات قد تبدو في ظاهرها تغييرات روتينية ضمن حركة الدوران الوظيفي داخل الجيش.
إلا أن توقيتها والظروف المحيطة بها يفتحان الباب أمام تفسيرات أخرى.
ويشير توقيت التغييرات إلى أنها قد تكون جزءا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الاستقرار الداخلي.
بالإضافة إلى تعزيز مكانة موريتانيا في الساحة الإقليمية، بسبب محاولات الجزائر للوصاية.
زيارة الغزواني للمغرب: هل كانت دبلوماسية أم تحضيرات لمستقبل جديد؟
على الجانب الآخر، تزامنت التغييرات، مع زيارة الرئيس محمد ولد الغزواني إلى المغرب، التي تم الإعلان عنها في البداية على أنها زيارة خاصة.
إلا أنها سرعان ما اتضحت بأنها زيارة رسمية مع دلالات سياسية قوية.
وتضمنت الزيارة لقاءات مع العاهل المغربي، الملك محمد السادس، حيث تم التباحث في عدة قضايا استراتيجية.
من أبرزها مشروع ربط ساحل الأطلسي بأنبوب الغاز الأفريقي، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات أخرى.
كما جاءت الزيارة في وقت حساس، حيث كانت العلاقات بين موريتانيا والجزائر في ذروة التوتر، مما قد يعني أن الرئيس غزواني يسعى لإعادة تقييم علاقات بلاده مع جيرانها.
بالإضافة إلى أن التغييرات العسكرية تؤكد التوجه نحو تحالفات استراتيجية جديدة تضمن لموريتانيا مكانة أكبر على الساحة الإقليمية.
التوترات الجزائرية الموريتانية: خلفية سياسية مهمة
في هذا السياق، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن التغييرات العسكرية تتزامن والتوترات المتزايدة بين موريتانيا والجزائر.
ومنذ فترة، شهدت العلاقة بين البلدين توترات على عدة جبهات.
بما في ذلك قضية بوليساريو، التي كانت محل خلاف بين البلدين.
بالإضافة إلى ذلك، فقد بلغت التوترات ذروتها مع ما قيل عن محاولة اغتيال الرئيس الغزواني أثناء زيارته للجزائر.
وهو حدث يعكس بشكل جلي حجم المخاطر التي تحيط بالقيادة الموريتانية في هذا الظرف العصيب.
تحول سياسي قد يكون في الأفق
من خلال هذه التطورات، يتضح أن التغييرات العسكرية الأخيرة في موريتانيا ليست مجرد قرارات إدارية.
بل قد تكون جزءا من إعادة ترتيب سياسي داخلي يتزامن مع تحولات إقليمية ودولية هامة.
تحركات الغزواني، سواء في علاقاته مع المغرب أو من خلال التعامل مع التوترات الإقليمية مع الجزائر، تؤكد أن موريتانيا قد تكون على أعتاب مرحلة سياسية جديدة.
لذلك تهدف موريتانيا إلى تعزيز استقرارها الأمني وتحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
ان.بلادنا.المغرب.وبالاحرى.ملكنا.المنصور.بالله
محمد.السادس.نصره.الله.قد.تواصى.مع.اخوانه
الجيران.بالحق.وبالصبر.فكل.من.كان.نهجه.فى
الحياة.التأنى.والروية.كان.الله.معاه.ان.الله.مع
الصابرين