
انقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا يورط الجزائر
عاد انقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا ليتصدر عناوين الصحف الأوروبية مجددا، بعدما تكشّفت معطيات جديدة ترجح فرضية وجود عمل تخريبي يقف خلف الحادث المفاجئ، الذي وقع في تمام الساعة 12:32 ظهرا، وأدى إلى توقف الكهرباء عن مناطق واسعة في إسبانيا والبرتغال وفرنسا، محدثا اضطرابات حادة في حركة القطارات والطيران والمرور العام.
نشاط سيبراني غير معتاد يسبق الحادث
وحسب ما نقلته وكالة Servimedia عن مصادر مطلعة داخل المركز الوطني للتشفير، التابع للمركز الوطني للاستخبارات الإسبانية، فإن المؤشرات الأولية للتحقيق أظهرت تسجيل “نشاط إلكتروني غير معتاد ومرتفع قادم من شمال إفريقيا” خلال الأيام التي سبقت مباشرة هذا الانقطاع الواسع.
وبينما لم تصدر بعد نتائج نهائية من التحقيقات الجارية، فإن مصادر أمنية إسبانية ألمحت إلى احتمال كبير بأن تكون الجزائر قد لعبت دورا مباشرا أو غير مباشر في هذا الحادث، من خلال هجوم سيبراني يستهدف زعزعة استقرار بعض المنشآت الحيوية في الجوار الأوروبي.
ويقول أحد الضباط السابقين في الاستخبارات الإسبانية إن “الجزائر لديها أجهزة إلكترونية واستخباراتية متطورة نسبيا، ولها سوابق في شن حملات تشويش إلكترونية في مناطق مختلفة، وهو ما يجعل الاشتباه فيها منطقيًا”.
تحذيرات من التسرع في الاتهام
لكن في المقابل، يحذر خبراء من التسرع في توجيه أصابع الاتهام قبل انتهاء التحليلات التقنية المعقدة، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث قد تنتج أحيانا عن أعطال تقنية مركبة في الشبكات الكهربائية العابرة للحدود.
مع ذلك، فإن استبعاد المغرب من دائرة الشكوك – كما أكد موقع Infobae نقلا عن مسؤولين استخباراتيين، يزيد من حدة التلميحات الموجهة للجزائر كفاعل محتمل، خصوصا في ظل توتر العلاقات بينها وبين عدد من الدول الأوروبية بسبب قضايا الطاقة والهجرة.
اضطرابات حادة في المرافق العامة
وأسفر انقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا عن شلل شبه كامل في حركة القطارات، وتأخير كبير في الرحلات الجوية، وتوقف إشارات المرور في العديد من المدن، مما تسبب في اختناقات مرورية واختلالات لوجيستية في الخدمات الأساسية، ما جعل الحادث يشكل أزمة حقيقية ألقت بظلالها على الحياة اليومية للمواطنين.
هذا التطور يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الإسبانية الجزائرية توترا سياسيا متصاعدا، خاصة بعد تحولات مدريد تجاه قضية الصحراء المغربية، ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي. وقد ردت الجزائر حينها بخطوات تصعيدية، أبرزها تعليق اتفاقيات الشراكة وتخفيض صادرات الغاز.
وفي حال ثبوت وجود صلة للجزائر بعملية انقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا، فإن ذلك سيفتح الباب أمام أزمة دبلوماسية كبرى، قد تتجاوز الإطار الثنائي نحو مستويات أوروبية أوسع. فالاتحاد الأوروبي ينظر بعين القلق لأي تهديد لبنيته التحتية الحيوية، لا سيما إذا جاء من دولة تعتبر شريكًا اقتصاديًا لكنه غير موثوق من الناحية السياسية.
يقظة أوروبية لتعزيز الدفاعات السيبرانية
وفي خضم هذه المعطيات، تتجه إسبانيا لتقوية دفاعاتها السيبرانية بشكل غير مسبوق، عبر تنسيق أمني مشترك بين المركز الوطني للتشفير والمعهد الوطني للأمن السيبراني، وتحرك برلماني لاستجواب مسؤولي الأمن والمخابرات حول مدى استعداد البلاد لصد هجمات من هذا النوع مستقبلاً.