احتجاجات بجنوب إفريقيا للمطالبة بعودة العلاقات مع المغرب

شهد مقر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا، بجوهانسبورغ، تجمعا احتجاجيا نظمه بعض أعضاء الحزب، طالبوا خلاله بتحسين العلاقات الثنائية مع المغرب.
ورفع المتظاهرون مذكرة احتجاج تؤكد ضرورة التمييز بين دعم القضية الفلسطينية ودعم البوليساريو، معتبرين أن الربط بين القضيتين يضر بمصالح الحزب وبالعلاقات الخارجية للبلاد.
ووفقا لوسائل إعلام محلية، قاد الاحتجاج الناشط تيبوهو ماكي، مشيرا إلى “تزايد الانقسام داخل الحزب بشأن توجهاته الخارجية، خصوصا فيما يتعلق بموقفه من القضية الصحراوية”. وقال ماكي: “نشعر بعدم الرضا تجاه موقف المؤتمر الوطني الإفريقي المعادي للمغرب، وهناك حاجة ماسة لتوضيح خططنا لتطوير العلاقات الثنائية”.
مذكرة احتجاج تطالب بسلام ودبلوماسية
ودعا المحتجون في مذكرتهم إلى تعزيز العلاقات مع المملكة المغربية، مشددين على أهمية إحداث “سلام وصداقة” بين البلدين، وسلك الطرق الدبلوماسية بما يتماشى مع تاريخ الحزب في الدفاع عن العدالة والسلام، مؤكدة أن قضية الصحراء تختلف عن القضية الفلسطينية، مبرزة أن فلسطين نفسها تدعم المغرب ولا تعترف بالجبهة الانفصالية.
وأضافت الوثيقة أن “قضية الصحراء تُفهم بشكل مختلف من قِبل العديد من الدول، سيما في إفريقيا، حيث تعترف غالبية الدول بسيادة المغرب”، مشيرة إلى أن دعم النضال الفلسطيني لا يعني تلقائيا دعم أطروحة البوليساريو.
توترات داخل الحزب بشأن العلاقات مع المغرب
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد أسابيع من خلافات داخلية شهدها الحزب، بسبب ملف العلاقات مع المغرب، ففي منتصف أكتوبر الماضي، أقال الحزب الوزير السابق أوبيد بابيلا من منصبه نائبا لرئيس لجنة العلاقات الدولية، بعد زيارته إلى المملكة واجتماعه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وكان بابيلا قد دعا إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وجنوب إفريقيا، وحث الشركات المغربية على الاستثمار في بلاده، غير أن الحزب اعتبر تصريحاته “انتهاكا لدستوره وقرارات مؤتمره الوطني”.
مستقبل العلاقات الخارجية لجنوب إفريقيا
وحسب تقارير إعلامية جنوب إفريقية، تعكس هذه الخلافات الداخلية “التحديات التي تواجه الحزب في الحفاظ على توازن سياسته الخارجية، خاصة فيما يتعلق بتضامنه مع البوليساريو واستكشاف شراكات اقتصادية محتملة مع المغرب”.
يذكر أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الذي يحكم جنوب إفريقيا منذ نهاية نظام الفصل العنصري في 1994، ظل داعما للبوليساريو لعقود، وكان الحزب وراء قرار بريتوريا الاعتراف بالانفصاليين في 2004، ما جعل جنوب إفريقيا أبرز حليف للبوليساريو في القارة الإفريقية، إلى جانب الجزائر.
هل تتغير مواقف الحزب؟
وفي ظل الاحتجاجات الداخلية المتزايدة والدعوات لإعادة تقييم العلاقات الخارجية، يبدو أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أمام مرحلة مفصلية قد تفرض عليه إعادة النظر في مواقفه بشأن القضايا الإقليمية، بما في ذلك العلاقة مع المغرب، التي تشكل محور جدل مستمر داخل أروقة الحزب.