الحكم الذاتي

إقناع المغرب للدول المترددة

حقق المغرب انتصارا دبلوماسيا كبيرا على الساحة الدولية، مدعوما بجهود الملك محمد السادس، الذي يشرف على السياسة الخارجية عبر استراتيجيات واضحة تديرها وزارة الشؤون الخارجية.

وبفضل هذه الجهود، نجح المغرب في تغيير مواقف دول كبرى لصالحه، أبرزها اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، ودعم ألمانيا وإسبانيا لمقترح الحكم الذاتي حلا نهائيا للنزاع، ناهيك عن الموقف الفرنسي الأخير، الذي يؤكد أن لا حلا لقضية الصحراء، إلا تحت السيادة المغربية، كما أعلنت دول أخرى مثل بلجيكا والبرتغال دعمها الصريح لهذا الحل، مما يؤكد تزايد التأييد الدولي لموقف المغرب.

بريطانيا في الطريق للاعتراف بمغربية الصحراء

مع تحقيق المغرب مكاسب دبلوماسية متتالية، تزايدت التوقعات بأن تتبع بريطانيا خطوات الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، في الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء. ومن المتوقع أن يسهم هذا الاعتراف في إغلاق ملف الصحراء نهائيا داخل أروقة مجلس الأمن بحلول 2025.

وتدرك بريطانيا جيدا التحديات التي واجهها المغرب في ظل الحرب الباردة وتأثير الأنظمة العسكرية في شمال إفريقيا خلال فترة السبعينات، إذ دعمت ليبيا والجزائر ميليشيات “البوليساريو”، ضمن مشروع ثوري يهدف إلى زعزعة الأنظمة الملكية بالمنطقة. وصارت هذه القضية في مقدمة اهتمامات المغرب الخارجية، مدفوعا بإصراره على استكمال وحدته الترابية، التي واجهت محاولات زعزعتها على مدى عقود.

أرشيف الدول الكبرى يدعم مغربية الصحراء

وتحتفظ دول كبرى، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا، بملفات وأرشيف دبلوماسي وعسكري يشير بوضوح إلى الدعم الذي تلقته ميليشيات “البوليساريو” من النظامين الليبي والجزائري خلال فترة الحرب الباردة، في محاولات لزعزعة استقرار المغرب. وعلى الرغم من ذلك، تأخر الإعلان الرسمي بدعم مغربية الصحراء، حتى سقوط جدار برلين. ومع تغير الأوضاع الدولية، دعت وزارة الخارجية المغربية، عبر الوزير ناصر بوريطة، الدول الأوروبية إلى دعم مبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها السبيل الأنسب لإنهاء هذا النزاع المفتعل.

دعوة بريطانيا وروسيا والصين للاعتراف بسيادة المغرب

تعد بريطانيا من الدول التي عانت طويلا من ويلات الانفصال، خاصة في ظل مواجهة الجيش الجمهوري الأيرلندي، بدعم من نظام القذافي، الذي سعى لزعزعة استقرار بريطانيا نفسها. لذا، فإن المغرب يتطلع لأن تنضم بريطانيا لداعمي مغربية الصحراء بشكل صريح. كما تدعو الدبلوماسية المغربية روسيا والصين إلى التخلي عن سياسة الامتناع عن التصويت وترك المصالح السياسية جانبا.

اعتراف دولي واسع يقود نحو حل نهائي

ويأتي دعم فرنسا واعتراف دول أخرى بمغربية الصحراء خطوة تضاف إلى سجل النجاحات التي حققها المغرب في ملف الصحراء، وتكرس الجهود الرامية لتحقيق حل نهائي للنزاع في مجلس الأمن. وبدعم من المجتمع الدولي والدول الأعضاء الدائمين، يتوقع المغرب مزيدا من الاعترافات الرسمية بمغربية الصحراء، مما يعزز من موقفه الدبلوماسي ويسهم في استقرار المنطقة وفتح آفاق جديدة للتعاون الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى