الحكم الذاتي

هلاك الجزائر يبدأ من ملف الصحراء المغربية

نشر الكاتب الجزائري المعارض وليد كبير في منصة “إكس” تدوينة قال فيها: “سباب هلاك الجزائر… الصحراء الغربية!”. وهي عبارة تختزل مأساة مستمرة منذ عقود، تسببت في نزيف داخلي وهزائم دبلوماسية متتالية. وسط تجاهل رسمي لأي مراجعة استراتيجية.

هلاك الجزائر سببه الأول: الإنفاق على نزاع خاسر

منذ قرابة خمسين سنة، اختار النظام الجزائري دعم جبهة البوليساريو الانفصالية ضد المغرب. وخصص لهذه المغامرة ميزانيات ضخمة كان بالإمكان استثمارها في تنمية الاقتصاد الوطني. خلال هذه العقود، ضخ النظام عشرات المليارات في مشروع لا يحمل أي جدوى، سوى تكريس العداء مع المغرب. وبالتالي تسريع مسار هلاك الجزائر.

العداء لمغربية الصحراء : نظام الجزائر يواصل خسارة أوراقه

في كل مرحلة. راهن النظام على ورقة الصحراء كورقة ضغط إقليمية. لكنه في المقابل، خسر العديد من المواقف الدولية. وعزل البلاد عن محيطها المغاربي والإفريقي والدولي. ومع مرور الوقت، ظهرت آثار هذا التوجه بوضوح: عزلة دبلوماسية خانقة، تراجع نفوذ الجزائر، وتفاقم الأزمات الداخلية. وهكذا بدأ هلاك الجزائر يتحول من تحذير نظري إلى واقع ملموس يعيشه الشعب يوميًا.

هلاك الجزائر يتجلى في تدهور حياة المواطن

عوض توجيه ثروات الجنوب نحو تحسين ظروف المواطنين، فضّل النظام استخدامها لإطالة أمد النزاع. لذلك لم يستفد الجزائري من هذه الثروات، بل وجد نفسه في طوابير البحث عن المواد الأساسية. بل أكثر من ذلك، حرم المواطن حتى من أدوية بسيطة كمواد التخدير، لأن الدول الموردة غيّرت مواقفها لصالح مغربية الصحراء. أليس هذا دليلًا آخر على تسارع هلاك الجزائر من الداخل؟

المواقف الدولية تغير المعادلة لصالح مغربية الصحراء

أدى الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، ثم تلاه الإسباني والألماني والفرنسي، إلى قلب موازين القوى. ومع افتتاح القنصليات في العيون والداخلة، ومع اصطفاف الدول العربية والإفريقية خلف موقف المغرب، أصبح صوت الجزائر معزولا وضعيفا. ورغم كل هذه التحولات، لا يزال النظام يتحدث بلغة خشبية قديمة، تزيد من حدة العزلة وتسرع وتيرة هلاك الجزائر.

قطع العلاقات مع المغرب عمق الخسارة

في 2021، قررت الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب. لم يكن السبب حقيقيا كما روج النظام، بل كان نتيجة الهزائم المتتالية في ملف الصحراء. هذا القرار لم يؤد إلا إلى تعقيد الأمور أكثر، خصوصا أن الشعوب المغاربية كانت تنتظر تقاربا يعزز التنمية المشتركة لا قطيعة تزيد من احتمالات هلاك الجزائر ككيان سياسي.

الفرصة لا تزال قائمة لتفادي الهلاك

رغم كل ما حدث، ما زال بإمكان الجزائر تدارك الأمور. يمكن للنظام أن يختار منطق الحكمة والعقل بدلا من المكابرة. فمراجعة الموقف من قضية الصحراء لم تعد خيارا، بل ضرورة وطنية ملحة. إذا استمر الإنكار، فإن أزمة الجزائر ستتحول من سيناريو محتمل إلى مصير حتمي.

كلمة أخيرة: الشيخ كان صادقا

عندما قال الشيخ “سباب هلاك الجزائر… الصحراء الغربية”، كان يعبر عن رؤية سياسية عميقة. فالجزائر اليوم تدفع ثمن سياسة خارجية فاشلة، بينما المواطن يئن تحت وطأة الغلاء والنقص والتهميش. وحده الرجوع إلى منطق الدولة، واحترام مصالح الشعب، كفيل بوقف نزيف الهلاك قبل فوات الأوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى