
البوليساريو منظمة إرهابية: مركز أمريكي يدعو إلى فتح قنصلية بالداخلة
تتصاعد الضغوط في الولايات المتحدة لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية، مع تزايد الأصوات الداعية لكشف علاقات الجبهة الانفصالية بالتطرف والاضطرابات الإقليمية. من النائب جو ويلسون إلى صحيفة الواشنطن بوست وصولا إلى مركز أبحاث أمريكي بارز، تكتسب الحملة زخما لتسليط الضوء على تهديدات البوليساريو.
في الوقت نفسه، تتزايد الدعوات لفتح قنصلية أمريكية في الداخلة، في خطوة تدعم سيادة المغرب على الصحراء المغربية. يستعرض هذا المقال تفاصيل هذه التطورات، مع التركيز على علاقات البوليساريو المزعومة بإيران وحزب الله والجماعات المتطرفة، إلى جانب الدفع الاستراتيجي لتأسيس حضور دبلوماسي أمريكي في الداخلة.
لماذا يتم الدفع لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية؟
انضمت مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات” (FDD)، وهي مركز أبحاث في واشنطن ذو صلات وثيقة بالأوساط النيو-محافظة، إلى الحملة الرامية لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية. في تقرير مفصل، كشفت المؤسسة عن علاقات البوليساريو المثيرة للقلق مع إيران وحزب الله والنظام الجزائري. ووفقاً للتقرير، دعم مقاتلو البوليساريو نظام بشار الأسد المخلوع في سوريا، بدعم من طهران، مما يبرز دورهم كوكيل إيراني في المنطقة. هذه العلاقات دفعت المغرب عام 2018 إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بعد اتهام طهران بتقديم دعم مالي ولوجستي للبوليساريو عبر حزب الله.
صرح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة آنذاك: “أرسل حزب الله صواريخ سام-9 وسام-11 وستريلا إلى البوليساريو، بالتنسيق مع السفارة الإيرانية في الجزائر”. هذا الكشف عزز الدعوات لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية، حيث يرى المحللون أن هذه الخطوة ستحد من تمويل الجبهة وتضعف نفوذها الإقليمي.
دور الجزائر في دعم البوليساريو منظمة إرهابية
يلقي تقرير المؤسسة الضوء على دور الجزائر في تمويل وتسليح البوليساريو، مما يعزز الاتهامات بأن البوليساريو منظمة إرهابية. تُتهم الجزائر بإصدار جوازات سفر لأعضاء الجبهة واستضافة قادتها في مخيمات تندوف قرب الحدود المغربية. ويؤكد التقرير أن هذا الدعم جزء من استراتيجية جزائرية للضغط على المغرب، مما يزيد من التوترات الإقليمية. كما أن هذه المخيمات أصبحت، بحسب التقرير، مركزا لتجنيد الجهاديين لصالح تنظيمات مثل القاعدة في المغرب الإسلامي والدولة الإسلامية.
في نوفمبر 2024، أطلقت البوليساريو صواريخ خلال إحياء المغرب لذكرى المسيرة الخضراء، حيث سقطت القذائف بالقرب من الحدود الجزائرية. وأفادت وسائل إعلام مغربية أن الهجوم انطلق من الأراضي الجزائرية، مما يعزز الادعاءات بأن البوليساريو منظمة إرهابية مدعومة من الجزائر.
البوليساريو منظمة إرهابية: صلاتها بالجماعات المتطرفة
يكشف تقرير المؤسسة عن صلات عميقة بين البوليساريو والجماعات المتطرفة، مما يدعم الدعوات لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية. كان عدنان أبو الوليد الصحراوي، الذي شغل منصبا رفيعا في البوليساريو، زعيما لاحقا لتنظيم الدولة الإسلامية في الساحل قبل مقتله على يد القوات الفرنسية في مالي عام 2021. تُظهر مسيرته كيف أصبحت مخيمات تندوف مركزا لتجنيد الجهاديين، مما يجعل تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية ضرورة أمنية ملحة.
كما سجلت حوادث عنف متكررة، بما في ذلك هجمات في السمارة في أكتوبر ونوفمبر 2023، حيث استهدفت البوليساريو مناطق مدنية. هذه الأعمال العدائية عززت الزخم الدولي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية، حيث يرى المحللون أن هذه الخطوة ستساعد في عزل الجبهة وتفكيك شبكاتها.
دعوة لفتح قنصلية أمريكية في الداخلة
تدعو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إلى فتح قنصلية أمريكية في الداخلة، استنادا إلى إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب في 10 ديسمبر 2020، الذي أقر بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. في 25 ديسمبر من العام نفسه، بدأت وزارة الخارجية الأمريكية عملية إنشاء القنصلية، وفي يناير 2021، زار نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق ديفيد شينكر وناصر بوريطة مواقع محتملة للقنصلية. هذه الخطوة تعد ردا مباشرا على تهديدات البوليساريو منظمة إرهابية، وتؤكد دعم الولايات المتحدة للمغرب.
ومع ذلك، يبقى تمويل القنصلية معلقا، حيث لم يعتمد الكونغرس الأمريكي بعد ميزانية 2026، التي ستتسم بالتقشف. رغم ذلك، يرى المؤيدون أن إنشاء القنصلية سيوجه رسالة قوية للبوليساريو وداعميها، مع تعزيز الاستثمار والاستقرار في المنطقة.
لماذا يهم تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية؟
يمثل الزخم المتزايد لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية استجابة لمخاوف أمنية إقليمية، خاصة نفوذ إيران ووكلائها في شمال إفريقيا. يمكن أن يؤدي هذا التصنيف إلى فرض عقوبات، وتعطيل شبكات تمويل البوليساريو، وعزل قيادتها. كما أن فتح قنصلية في الداخلة سيعزز سيادة المغرب ويعزز التنمية الاقتصادية في الصحراء الغربية.
تشهد الحملة لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية وإنشاء قنصلية أمريكية في الداخلة زخماً غير مسبوق، بدعم من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، النائب جو ويلسون، وصحيفة الواشنطن بوست. مع تزايد التدقيق في علاقات البوليساريو بإيران وحزب الله والجماعات المتطرفة، يمكن أن تعيد هذه التطورات تشكيل المشهد الجيوسياسي في شمال إفريقيا، وتضعف طموحات البوليساريو الانفصالية مع تعزيز مكانة المغرب إقليمياً.