فضائح الجزائر: إغلاق دار نشر بسبب “الجزائر اليهودية”

في خطوة اعتبرها البعض استمرارا لفضائح الجزائر، أغلقت سلطات ولاية بومرداس مقر دار النشر “فرانز فانون”. بعد إصدار كتاب “الجزائر اليهودية” للكاتبة هيدية بن ساحلي.
الكتاب، الذي أصدرته الدار قبل أكثر من عام باللغة الفرنسية، يعالج الجوانب الثقافية والاجتماعية ليهود الجزائر. كما يبرز وجودهم في النسيج التاريخي للبلاد.
محتوى الكتاب وفضائح الجزائر في المساس بحرية التعبير
يستعرض الكتاب، بعنوانه الكامل “اليهودية: أنا الآخر الذي أعرفه قليلا”, عادات وتقاليد يهود الجزائر وتراثهم.
ما أثار الجدل بشكل كبير كان اختيار الكاتبة فاليري زيناتي لكتابة مقدمة الكتاب. وهو ما دفع البعض إلى اعتبار الكتاب استفزازيا.
الكتاب أثار ضجة كبيرة. واعتبره متتبعون إحدى فضائح الجزائر. خاصة أن السلطات قررت إلغاء ندوة مخصصة له على هامش معرض الكتاب في الجزائر. كما وجهت إليه اتهامات بالإساءة للذاكرة الوطنية.
رغم ذلك، أكدت المؤلفة أن هدفها يكمن في تسليط الضوء على جانب غير معروف من تاريخ الجزائر. لكن الانتقادات اعتبرت العمل استفزازا موجها ضد النظام الجزائري.
أرقام ومواقف متباينة حول يهود الجزائر
التاريخ يوضح أن حوالي 135 ألف يهودي جزائري غادروا البلاد في عام 1962 نحو فرنسا وإسرائيل. ورغم حصول الكتاب على رقم إيداع رسمي في المكتبة الوطنية الجزائرية، إلا أن السلطات وضعت عراقيل أمام تقديمه للجمهور.
دار “فرانز فانون”، التي اختارت اسم أحد أبرز رموز مناهضة الاستعمار، لم تنشر قط أفكارا متطرفة أو مسيئة للذاكرة الجمعية. هذا الواقع يزيد من حيرة المتابعين حول الأسباب الحقيقية وراء قرار إغلاقها.
تضارب السياسات الثقافية
قرار إغلاق الدار ومنع مناقشة الكتاب يعكس تناقضا واضحا في السياسة الثقافية الجزائرية. الدولة التي أجازت نشر الكتاب اتخذت خطوات لإغلاق مقر الدار، مما يعكس تخبطا في التعامل مع حرية النشر.
ردود الفعل في الجزائر
وسائل إعلام محلية تساءلت عن خلفية هذه القرارات، مذكرة بأن الجزائر دفعت تعويضات ضخمة لليهود والأقدام السوداء تجاوزت 35 مليار يورو منذ الاستقلال.
هذا التناقض بين دعم ذاكرة فئة تاريخية والاعتراض على توثيقها يثير تساؤلات حول المعايير التي تعتمدها السلطات في تعاملها مع القضايا الثقافية.
في النهاية، يمثل إغلاق دار النشر “فرانز فانون” دليلا واضحا على التحديات التي تواجه حرية التعبير والنشر في الجزائر، خاصة فيما يتعلق بالقضايا ذات البعد التاريخي الحساس.