سفير الجزائر في موريتانيا ومحاولة فرض رقابة على الإعلام

نشرت وسائل إعلام موثوقة خبرا حول تدخلات سفير الجزائر في موريتانيا، ممارسة ضغوط على وزير الاتصال الموريتاني في 30 دجنبر الماضي. وهدد السفير بـ”اتخاذ إجراءات”، إذا لم يتم فرض رقابة على موقع “أنباء”، الذي وصفه بأنه “موالي للمغرب” في قضية الصحراء المغربية.
رد فعل موريتانيا على تدخلات سفير الجزائر
وتصدى وزارة الخارجية الموريتانية لهذه الضغوط وقدمت احتجاجا رسميا. ويعتقد أن هذا الموقف قد يكون السبب وراء استبدال الجزائر سفيرها في موريتانيا بمكلف بالأعمال بشكل مفاجئ.
ووصفت تدخلات سفير الجزائر في نواكشوط بأنه “القشة التي قصمت ظهر البعير”. وتشهد العلاقات بين الجزائر وموريتانيا توترا ملحوظا في الفترة الأخيرة. ويعود جزء من هذا التوتر إلى وفاة حارس الشخصي للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، في ظروف غامضة خلال زيارته الرسمية للجزائر.
لقاء الغزواني والملك محمد السادس
في سياق متصل، عقد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لقاء هاما مع الملك محمد السادس في الرباط مؤخرا. وناقش الزعيمان خلال هذا اللقاء تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن والاقتصاد والتعاون الإقليمي. كما أكد الجانبان على أهمية تعزيز الاستقرار في منطقة الساحل ومكافحة التهديدات الأمنية المشتركة.
ويرفض المغرب التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانه، عكس الجزائر، وهو ما جسدته تدخلات سفير الجزائر بنواكشوط.
خلفية الأزمة
وتأتي هذه الأزمة في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجزائر وموريتانيا تقلبات متزايدة. ومن الواضح أن موريتانيا ترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية، خاصة فيما يتعلق بحرية الصحافة.
أكدت موريتانيا مرارًا على التزامها بسيادتها ورفضها لأي ضغوط خارجية. كما أشارت إلى أن حرية الصحافة تعد مبدأً أساسيًا لا يمكن المساس به. هذا الموقف يعكس إصرار موريتانيا على الحفاظ على استقلاليتها في صنع القرار.
تداعيات محتملة
وقد تؤدي هذه التوترات إلى مزيد من التباعد بين الجزائر وموريتانيا. بالإضافة إلى ذلك، قد تدفع موريتانيا إلى تعزيز علاقاتها مع دول أخرى في المنطقة، بما في ذلك المغرب.
باختصار، تظهر هذه الأزمة مدى حساسية العلاقات بين الجزائر وموريتانيا. في النهاية، يتطلب الوضع الحالي جهودا دبلوماسية.