كابرانات الجزائر

الإعلام الجزائري. هوس بالمغرب والتشكيك في مساعدة إسبانيا بالكهرباء

في خطوة تعكس استمرار هوس الإعلام الجزائري بالمغرب، شنت وسائل الإعلام الجزائرية حملة تشكيك واسعة النطاق ضد تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز. الذي وجه شكره العلني للمملكة المغربية على دعمها لإسبانيا خلال أزمة انقطاع الكهرباء الأخيرة. هذا الموقف الإيجابي من أعلى سلطة تنفيذية في مدريد لم يكن كافيا لكبح حملات الهجوم والإنكار من جانب المنصات الإعلامية الجزائرية. التي سعت لتقويض مصداقية المغرب والتقليل من حجم مساهمته.

هوس الإعلام الجزائري بالمغرب يصل إلى مستوى اختلاق سيناريوهات

لا يترك الإعلام الجزائري فرصة إلا ويستغلها لتوجيه السهام نحو المغرب، وهو ما تأكد مجددا عندما سارع لترويج رواية تزعم وجود “اختراق إلكتروني” تقف وراءه الرباط، بالتعاون مع إسرائيل، تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من إسبانيا. وحسب هذه المزاعم، فإن العملية كانت “انتقاما” من إسبانيا بسبب موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، متجاهلين تماما الحقائق التقنية التي تناقلتها المؤسسات الأوروبية.

ما يثير الاستغراب، هو أن هوس الإعلام الجزائري بالمغرب تجاوز منطق التحليل السياسي ليصل حد اختلاق روايات أقرب للخيال، في وقت كانت فيه مدريد تعلن بوضوح عن امتنانها لمساهمة الرباط وفرنسا في معالجة الأزمة الكهربائية.

الإعلام الإسباني يرد: المغرب أنقذ الموقف

في مقابل السردية الجزائرية التي تطعن في دور المغرب، جاءت تغطية الإعلام الإسباني أكثر واقعية وتوثيقا، حيث أكدت صحيفة إلباييس أن المغرب عبأ نحو 38% من قدرته الإنتاجية لتوجيه الطاقة الكهربائية نحو إسبانيا، ما ساعد على إعادة تشغيل الشبكة في الجنوب الإسباني. كما نقلت صحيفة الندبندنتي عن مسؤولين قولهم إن الرباط تحرك بسرعة لحماية شبكته الداخلية وضمان تدفق الطاقة العكسي باتجاه مدريد، ما ساعد في تجنب أزمة أكبر كان من الممكن أن تطول لأيام.

مرة أخرى، تسقط اتهامات هوس الإعلام الجزائري بالمغرب في اختبار الواقع، مع تزايد الإشادات الدولية بمرونة وتطور البنية التحتية الكهربائية المغربية، وخصوصًا قدرته على التعامل مع الأزمات المفاجئة.

الشروق: من تكذيب رسمي إلى خيال رقمي

صحيفة الشروق الجزائرية، المعروفة بولائها للسلطة، ذهبت أبعد مما فعلته باقي المنابر، حيث وصفت تصريحات سانشيز بأنها “مليئة بالأكاذيب”، واتهمت المغرب بتضخيم دوره، بل وادعت أن الإسبان أنفسهم “سخروا من ادعاءاته”. واستخدمت الصحيفة مقالا للصحافي الإسباني المعروف بمواقفه العدائية تجاه المغرب، إغناسيو سامبريرو، كمصدر وحيد لدحض تصريحات رسمية صادرة عن الحكومة الإسبانية.

في هذا السياق، يتجلى هوس الإعلام الجزائري بالمغرب كمحرك أساسي للتغطيات الصحافية، حيث يتم توظيف كل حدث إقليمي أو دولي لمحاولة تشويه صورة المغرب، حتى لو اقتضى ذلك الاستناد إلى مصادر غير محايدة أو تقديم أرقام مشكوك فيها.

أرقام مضللة لتكريس سردية العجز المغربي

ضمن حملتها الدعائية، نشرت الشروق إحصائيات زائفة زعمت فيها أن المغرب “يمتلك واحدة من أسوأ الشبكات الكهربائية في العالم”، وأن نصف المدن المغربية تعاني من انقطاعات يومية، وأن ربع سكانه “لا يعرف الكهرباء” في القرى والأرياف. هذه الأرقام التي لا تستند إلى أي تقرير دولي موثق، تهدف فقط إلى تشويه الإنجازات الطاقية التي حققها المغرب، خاصة في مجال الطاقات المتجددة التي جعلته من أبرز اللاعبين في القارة الإفريقية.

ومن اللافت أن هوس الإعلام الجزائري بالمغرب يدفعه أحيانا لتصديق خيالاته الخاصة، حتى عندما تتناقض مع تصريحات رسمية من جهات دولية أو حكومية.

عقدة المغرب في الإعلام الجزائري

سواء تعلق الأمر بالكهرباء، أو بدور المغرب في إفريقيا، أو علاقاته الدولية، يظهر هوس الإعلام الجزائري بالمغرب كعامل ثابت في الخطاب الإعلامي الجزائري، بما يتجاوز التحليل السياسي إلى حالة شبيهة بالهوس الجماعي. هذا التوجه لا يخدم مصلحة الشعب الجزائري، بقدر ما يعمّق عزلة الإعلام المحلي عن القارئ العربي والدولي، ويجعل مصداقيته على المحك.

وفي ظل هذا التصعيد الإعلامي المستمر، تبرز ضرورة تقييم هذا النمط الخطابي، الذي يبدو أنه يعكس توجها سياسيا ممنهجا أكثر منه مواقف صحافية معزولة، مما يدفع إلى التساؤل: إلى متى سيظل هوس الإعلام الجزائري بالمغرب يطغى على المعالجات الإعلامية الجزائرية ويغذي الصراعات بدل التعاون الإقليمي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى