الحكم الذاتي

فرنسا والمينورسو: دبلوماسيون وعسكريون في الصحراء

تواصل فرنسا والمينورسو  لعب دور رئيسي في ملف الصحراء المغربية. فعلى سبيل المثال، زار وفد فرنسي مدينة العيون يوم 20 مارس الجاري، ثم التقى بمسؤولي بعثة “المينورسو” هناك.

وفي هذا السياق، ناقش المسؤولون تطورات النزاع المفتعل. وبعد ذلك، تناولوا العقبات التي تواجه عمل البعثة الأممية. لا سيما أن فرنسا والمينورسو يستعدان الآن لجلسات مجلس الأمن المقبلة.

العلاقات المغربية الفرنسية

بالمقابل، تترأس باريس مجلس الأمن الدولي في أبريل المقبل. لذلك، ستتضمن الجلسات المرتقبة إحاطات يقدمها الروسي ألكسندر إيفانكو والجنرال البنغالي فخر الأحسن حول الوضع الميداني. ونتيجة لذلك، سيحظى الملف بنقاش مكثف، خاصة مع التحولات التي يشهدها النزاع.

وعلاوة على ذلك، يعكس تعاون فرنسا والمينورسو التقارب المستمر بين الرباط وباريس. فالعلاقات المغربية الفرنسية تشهد تطورا ملحوظا رغم العراقيل التي تفرضها الجزائر. وفي هذا الإطار، تدعم باريس الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي. بينما تحاول الجزائر، في المقابل، عرقلة أي تحرك يخدم مصالح المغرب.

وبالإضافة إلى ذلك، يتابع فرنسا والمينورسو تطورات النزاع باستمرار، بينما تسعى الجزائر لترويج خطاب “تصفية الاستعمار”. لكن الواقع يثبت أن المغرب يرسخ سيادته على الصحراء يوما بعد يوم. وفي الوقت نفسه، أصبحت مواقف باريس أكثر وضوحا في دعم الحل السياسي، رغم أنها لم تعلن رسميًا اعترافًا بمغربية الصحراء.

انتقادات بعثات حفظ السلام

من ناحية أخرى، يواجه فرنسا والمينورسو انتقادات واسعة. فقد وصف تقرير معهد “أميركان إنتربرايز” بعثات حفظ السلام بالفاشلة. كما اعتبر التقرير أن وجود “المينورسو” لا يساعد في حل النزاع، بل يطيل أمده. وأضاف التقرير أن البوليساريو، بدعم من الجزائر، لا تمثل سوى أقلية تحتجز الصحراويين في مخيمات تندوف.

وبالتالي، تجد الابعثة الأممية وباريس نفسيهما أمام تحديات كبيرة. فالأمم المتحدة تواصل دعم “المينورسو” رغم فشلها في تحقيق أي تقدم ملموس. وفي السياق ذاته، أوضح التقرير أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء يعكس التحولات الدولية. لكنه أكد أيضا أن الأمم المتحدة تستمر في تمويل مخيمات تندوف، مما يعمق المشكلة بدل أن يحلها.

فرنسا والمينورسو ومستقبل النزاع

وفي المستقبل القريب، سيظل فرنسا والمينورسو محور النقاش خلال رئاسة باريس لمجلس الأمن. والآن، تعزز الرباط مكتسباتها دبلوماسيا وعسكريا. وعلى النقيض، تتراجع خيارات البوليساريو ومعها الجزائر. ونتيجة لذلك، يقترب الملف من الحسم، خاصة مع توجه المجتمع الدولي نحو دعم الحل السياسي النهائي.

وأخيرا، يبقى مجلس الأمن مطالب اليوم بوضع حد للمأزق الحالي. وبالتالي، يبقى الحل الوحيد هو تجاوز مرحلة “المينورسو” نحو تسوية واقعية تحترم سيادة المغرب على أراضيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى