إهانة دبلوماسية للجزائر في سوريا

شهدت زيارة وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى دمشق إهانة دبلوماسية للجزائر، حيث تجاهلت الحكومة السورية استقباله بالشكل اللائق.
وفي هذا السياق، لم يظهر أي مسؤول سوري رفيع المستوى في المطار. بل اقتصر الاستقبال على بعض أعضاء السفارة الجزائرية فقط.
يعكس هذا التجاهل إهانة دبلوماسية، خاصة أن العرف الدبلوماسي يفرض على وزير الخارجية السوري استقبال نظيره الجزائري بشكل رسمي.
إهانة دبلوماسية للجزائر بالصوت والصورة
ووثقت مقاطع فيديو، انتشرت بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة وصول أحمد عطاف إلى مطار دمشق.
وفي هذا السياق. ظهر في هذه المقاطع، عطاف في موقف محرج، بينما غاب أي استقبال رسمي من الحكومة السورية. وزاد هذا التجاهل من حدة الانتقادات. بالمقابل. اعتبر كثيرون أن ما حدث يمثل إهانة دبلوماسية للجزائر بكل المقاييس. لا سيما أنه لا يمكن تجاهل هذا المشهد، خاصة أن الجزائر سعت إلى تعزيز علاقتها مع النظام السوري. ومع ذلك، لم تتلق أي تقدير مقابل هذه الخطوات.
تحولات في موقف سوريا
وتغير موقف الجزائر تجاه سوريا بشكل لافت، إذ وصفت القيادة الجزائرية الرئيس السوري الحالي بـ”الإرهابي” قبل بضعة أشهر. بالمقابل ترسل وزير خارجيتها لتعزيز العلاقات.
ووفقا لما أعلنه أحمد عطاف، ركزت زيارته على “تعزيز علاقات الأخوة والتعاون”، لكن الواقع كشف شيئا مختلفا تماما.
وظهرت إهانة دبلوماسية للجزائر بوضوح في تفاصيل الزيارة، مما يؤكد أن دمشق لم تعد تبدي اهتماما كبيرا بالعلاقات مع الجزائر.
تجاهل إعلامي سوري لزيارة عطاف
ولم تبذل وسائل الإعلام الرسمية في سوريا أي جهد لتغطية زيارة عطاف بشكل لائق. با لمقابل نشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) خبرا مقتضبا. بينما تجاهلت وزارة الخارجية السورية نشر أي تفاصيل على موقعها الإلكتروني أو منصاتها الرسمية. هذا التجاهل الإعلامي لم يمر دون ملاحظة، بل أظهر إهانة دبلوماسية للجزائر بوضوح. في المقابل، حظي الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره السوري بتغطية إعلامية موسعة. مما زاد من الإحراج الجزائري.
الجزائر تخشى تكرار السيناريو الليبي
وتسعى الجزائر إلى تجنب ما حدث في ليبيا بعد سقوط القذافي عام 2011، حيث قطعت الحكومة الليبية الجديدة علاقتها ببوليساريو فور وصولها إلى السلطة. آنذاك، تسبب دعم الجزائر وبوليساريو لنظام القذافي في خسارة الجزائر لنفوذها في ليبيا.
الآن، تجد الجزائر نفسها أمام خطر مماثل في سوريا. خلال الزيارة، حاول عطاف الضغط على دمشق للحفاظ على اعترافها بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، لكن الواقع يشير إلى أن الحكومة السورية لم تعد مهتمة كثيرا بهذا الملف. مما يزيد من مخاوف الجزائر.
ملف معتقلي بوليساريو في سوريا: أزمة أخرى للجزائر
ولم تتوقف إهانة دبلوماسية للجزائر عند التجاهل السياسي والإعلامي فقط، بل امتدت إلى قضية مقاتلي بوليساريو المعتقلين في سوريا.
وفي هذا السياق. كشفت تقارير سابقة عن إرسال الجزائر مقاتلين من بوليساريو لدعم نظام الأسد ضد الفصائل المسلحة. بعد التغيرات الأخيرة في السلطة السورية، أصبح هؤلاء المقاتلون في موقف حرج، حيث اعتقلتهم السلطات السورية الجديدة.
وسعى عطاف خلال زيارته إلى إيجاد حل لهذا الملف، لكن عدم اهتمام الحكومة السورية يعكس مرة أخرى إهانة دبلوماسية للجزائر.