الحكم الذاتي

الصحراء المغربية: تحول تاريخي مع إغلاق مقرات البوليساريو بسوريا

في خطوة دبلوماسية بارزة تعزز مكانة الصحراء المغربية على الساحة الدولية، أعلنت السلطات السورية رسميا إغلاق جميع المقرات التي كانت تشغلها جبهة البوليساريو الانفصالية في العاصمة دمشق.

هذا القرار التاريخي، الذي جاء بعد إعلان العاهل المغربي الملك محمد السادس إعادة فتح السفارة المغربية في دمشق، يمثل نقطة تحول في العلاقات المغربية-السورية.

إغلاق مقرات البوليساريو يعكس دعما واضحا للوحدة الترابية للمغرب، مما ينهي عقودا من التوتر ويفتح آفاقا جديدة للتعاون الثنائي بين البلدين.

الصحراء المغربية محور الدبلوماسية المغربية

وتعد قضية الصحراء المغربية البوصلة التي توجه السياسة الخارجية المغربية. وفقا لوكالة الأنباء المغربية الرسمية (MAP)، جاء قرار سوريا خلال زيارة بعثة تقنية مغربية رفيعة المستوى إلى دمشق للإشراف على التحضيرات لإعادة فتح السفارة المغربية، التي أُغلقت منذ عام 2012 بسبب الأزمة السورية. خلال هذه الزيارة، تفقد مسؤولون مغاربة وسوريون معًا مقرات البوليساريو، مؤكدين إغلاقها النهائي. هذه الخطوة تُبرز التزام سوريا الجديد باحترام سيادة المغرب على الصحراء المغربية، وتُعد رسالة قوية للمجتمع الدولي برفض دعم الكيانات الانفصالية التي تهدد استقرار المنطقة.

سياق تاريخي: من القطيعة إلى إعادة بناء العلاقات

منذ سبعينيات القرن الماضي، شكلت الصحراء المغربية نقطة خلاف بين المغرب وسوريا، حيث دعم النظام السوري السابق، بقيادة حافظ الأسد، جبهة البوليساريو إلى جانب دول مثل الجزائر وليبيا. هذا الدعم أدى إلى توتر العلاقات الثنائية، مما جعل قرار دمشق الجديد بإغلاق مقرات البوليساريو خطوة رمزية وذات دلالات استراتيجية. بعد نجاح الثورة السورية في 8 ديسمبر 2024، التي أطاحت بنظام بشار الأسد، بدأت الحكومة السورية الجديدة في إعادة تقييم سياستها الخارجية، مع التركيز على تعزيز التعاون مع المغرب ودعم وحدته الترابية.

دعم الشعب السوري والصحراء المغربية

في خطابه أمام القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد يوم 17 ماي 2025، أعلن المغرب قرار إعادة فتح السفارة المغربية في دمشق، مؤكدا التزام المغرب بدعم الشعب السوري في تحقيق تطلعاته نحو الحرية والاستقرار. وأشار الملك إلى أن هذا القرار يعكس موقف المغرب الثابت في احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وهو المبدأ الذي ينطبق أيضًا على الصحراء المغربية. هذا الموقف عزز مكانة المغرب كقوة دبلوماسية رائدة تدافع عن وحدتها الترابية وتساهم في استقرار المنطقة العربية.

تأثير القرار السوري على الدبلوماسية الإقليمية

يمثل إغلاق مقرات البوليساريو انتصارا دبلوماسيا كبيرا للمغرب، حيث يعزز من دعم المجتمع الدولي لقضية الصحراء المغربية. المحللون السياسيون المغاربة يرون أن هذا القرار يعكس إعادة ترتيب الأولويات في السياسة الخارجية السورية تحت قيادة الحكومة الجديدة. كما أن هذه الخطوة تفتح الباب أمام تعاون ثنائي موسع في مجالات التجارة، الأمن، والتنمية، مما يعزز الاستقرار الإقليمي. الدبلوماسية المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، تواصل تعزيز الدعم الدولي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل واقعي لقضية الصحراء المغربية.

مستقبل العلاقات المغربية-السورية

مع إغلاق مقرات البوليساريو وإعادة فتح السفارة المغربية، تُمهد هذه الخطوات الطريق لمرحلة جديدة من التعاون بين الرباط ودمشق. يُتوقع أن تشهد العلاقات المغربية-السورية تطورات إيجابية في السنوات القادمة، خاصة مع سعي سوريا لإعادة البناء بعد الثورة. دعم سوريا للوحدة الترابية المغربية، خاصة في قضية الصحراء المغربية، يُعد مؤشرًا على إرادة مشتركة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

في الختام، يُشكل قرار سوريا إغلاق مقرات البوليساريو وإعادة فتح السفارة المغربية في دمشق فصلًا جديدًا في العلاقات الثنائية. هذه الخطوات تؤكد التزام البلدين بتعزيز الاستقرار الإقليمي والاحترام المتبادل، مع تعزيز مكانة الصحراء المغربية كجزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى