أخبار الصحراء

مالي والجزائر: اجتماع عسكري لتحالف الساحل لمواجهة الإرهاب

استضافت العاصمة المالية باماكو الاجتماع الأول لرؤساء أركان القوات الجوية لتحالف دول الساحل (AES)، الذي يضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو، في الفترة من 13 إلى 17 أبريل 2025. يأتي هذا الاجتماع تحت شعار “نحو دفاع متكامل وسيادة معززة”، وسط تصاعد التوترات مع مالي والجزائر بعد حادثة إسقاط طائرة مسيرة مالية.

ويهدف الاجتماع إلى تعزيز التعاون العسكري، تبادل المعلومات الاستراتيجية، وتطوير قدرات مشتركة لمواجهة الجماعات الإرهابية. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل الاجتماع، الزيارات الميدانية، والسياق الأمني المرتبط بمالي والجزائر.

مالي والجزائر: خلفية التوترات وأهمية الاجتماع

تأسس تحالف دول الساحل (AES) في 16 سبتمبر 2023، بهدف تعزيز السيادة الأمنية لمالي والنيجر وبوركينا فاسو. يأتي اجتماع باماكو بعد أسبوعين من إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيرة مالية في منطقة تين زواتين، وهو الحادث الذي وصفه مجلس رؤساء دول AES بـ”العدوان” الذي يستهدف التحالف ويعزز الإرهاب في المنطقة. في ظل هذه التوترات بين مالي والجزائر، يسعى التحالف إلى وضع أسس تكامل عملياتي لقواته الجوية، مع التركيز على مراقبة الأراضي وتنسيق العمليات ضد الجماعات المسلحة.

الاجتماع يعكس التزام الدول الثلاث بتعزيز دفاع مشترك، حيث سبق أن عقد رؤساء جيوش التحالف لقاء في واغادوغو يوم 15 أبريل 2025، لوضع استراتيجية دفاعية موحدة. هذه الجهود تأتي في سياق معقد، حيث تؤثر ديناميكيات مالي والجزائر على استقرار منطقة الساحل.

مالي والجزائر: زيارات ميدانية لتعزيز التنسيق العسكري

في إطار الاجتماع، قام رؤساء أركان القوات الجوية بزيارة ميدانية إلى القاعدة الجوية 200 في سيفاري، بمنطقة موبتي، يوم 16 أبريل 2025. استقبلهم العقيد مامادو سيديبي، قائد المنطقة الجوية، الذي قدم عرضا شاملا عن مركز تنسيق العمليات الجوية للمنطقة الوسطى (CCOAT-C).

ركز العرض على مهام المركز، قدراته التقنية، وخطط تطويره، مما يعكس جهود مالي لتعزيز الكفاءة العملياتية في مواجهة التحديات الأمنية المرتبطة بمالي والجزائر.

واصل الوفد زيارته إلى مركز القيادة المشترك للمنطقة الوسطى (PCIAT-C) في معسكر “حمادون بوكاري باري”، حيث التقوا بالعقيد-ماجور ديدييه ديمبيلي، قائد المركز، والعقيد باسكال بيرتي، قائد منطقة الدفاع رقم 6. تركزت المناقشات على الوضع الأمني وأهمية التعاون بين القوات الجوية والبرية لمواجهة التهديدات الإرهابية، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين مالي والجزائر.

مالي والجزائر: دعم محلي وتضامن عسكري

على هامش الزيارة، استقبل والي جهة موبتي، الجنرال عباس ديمبيلي، الوفد العسكري، معبرا عن تقديره لجهود تحالف AES. في كلمته، قال: “نجاح العمليات العسكرية يُقاس بإحساس السكان بنتائجها، واليوم هذا الإحساس يفوق الخمسة على مقياس من 1 إلى 5”. هذا التصريح يعكس الدعم المحلي لجهود التحالف في تعزيز الأمن، رغم التحديات الناتجة عن التوترات بين مالي والجزائر.

اختتم اليوم بتبادل هدايا رمزية، في إشارة إلى الأخوة العسكرية والتضامن بين دول التحالف. هذه الزيارة تمثل خطوة حاسمة نحو بناء دفاع موحد، مع التركيز على مواجهة التهديدات الأمنية التي تؤثر على مالي والمنطقة بأكملها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى