خلفيات غضب الجزائر من طائرات “راين إير”

شهدت العلاقات بين المغرب وإسبانيا تطورا مهما مع إطلاق خطوط جوية “راين إير” تربط مدينة الداخلة بإسبانيا.
وأثار الربط الجوي بين الداخلة وإسبانيا استياء في الأوساط الجزائرية، إذ تعد هذه الخطوة إشارة قوية على اعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء بشكل غير مباشر، وتعزيزا للعلاقات المتينة بين الرباط ومدريد.
سياق وتطورات قضية الصحراء
وأصدرت شركة “راين إير”، شركة الطيران الإيرلندية، قرارا بإطلاق رحلات مباشرة تربط بين إسبانيا ومدينة الداخلة، التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من أراضي الصحراء المغربية، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من جانب الجزائر، التي تدعم الانفصال.
وتأتي هذه الخطوة بعد فشل دبلوماسي جزائري، إذ لجأت إلى محاولة التأثير على الرأي العام الأوربي واستغلال وسائل الإعلام، في محاولة لإثارة الجدل حول قرار “راين إير” والجهات المسؤولة عن الترخيص للخطوط الجوية، كما انتقدت بعض الأوساط الجزائرية الحكومة الإسبانية ورأتها تتجاوز “العدالة الأوربية”، حسب قولها.
أهمية الرحلات الجوية المباشرة
وتعتبر هذه الخطوط الجوية الجديدة بمثابة دعم دبلوماسي للمغرب، ما يعزز من مكانته الدولية ويؤكد سيادته على أقاليمه الجنوبية، كما أنها تسهم في تعزيز النشاط الاقتصادي والسياحي للمنطقة، ما يعكس جهود الدبلوماسية المغربية في الترويج للتنمية والسلام في الأقاليم الصحراوية.
كما تُظهر هذه الخطوة كيف نجح المغرب في استخدام الدبلوماسية الملكية بحنكة لفرض موقفه بشأن قضية الصحراء على المستوى الدولي، وإذ رغم التحديات والضغوط، يواصل المغرب تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية تثبت قوته في إدارة هذا الملف.
وتأتي الرحلات الجوية المباشرة بين الداخلة وإسبانيا كإشارة جديدة على الاعتراف الضمني بمغربية الصحراء، ما يثير حفيظة الجزائر التي تحاول جاهدة البحث عن طرق لإثارة القضايا القانونية والدبلوماسية في وجه المغرب.
ومع ذلك، يواصل المغرب ترسيخ سيادته على أرضه بفضل دبلوماسيته القوية التي يقودها الملك محمد السادس، في خطوة تمثل نموذجا للنجاح الدبلوماسي في تحقيق مصالح البلاد.