
مناورات الأسد الإفريقي 2025: أضخم تمرين عسكري أمريكي بالمغرب
انطلقت رسمياً مناورات الأسد الإفريقي 2025 في مدينة أكادير المغربية، لتعلن عن بدء واحدة من أضخم وأهم المناورات العسكرية متعددة الجنسيات في القارة الإفريقية، وسط مشاركة بارزة لأكثر من 10,000 جندي من 50 دولة حول العالم، من بينها الولايات المتحدة، ودول من حلف شمال الأطلسي، إلى جانب الدول الإفريقية الشريكة.
وتستمر هذه التدريبات العسكرية المشتركة حتى 23 مايو، حيث تُنفذ في عدة مواقع داخل المغرب، بما في ذلك أكادير، بن جرير، القنيطرة، وتارودانت، بالإضافة إلى مناطق في غانا وتونس والسنغال، في إطار تعاون عسكري استراتيجي هدفه الرئيسي تعزيز الجاهزية القتالية، وتطوير القدرات المشتركة في بيئات عملياتية معقدة.
مناورات الأسد الإفريقي 2025… محور استراتيجي للتعاون العسكري
أكثر من 100 طيار أمريكي، قدموا من وحدات متمركزة في نيويورك، نيوجيرسي، أوهايو، وألمانيا، شاركوا إلى جانب نظرائهم من القوات الجوية الملكية المغربية، في إطار مناورات الأسد الإفريقي 2025، التي تنظمها القيادة الأمريكية في إفريقيا (AFRICOM) بالتنسيق مع القوات المسلحة الملكية المغربية.
ووفقا لبيان صادر عن القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا، ستنفذ طائرات KC-135 الأمريكية، القادمة من ولاية أوهايو، عمليات تزويد جوي بالوقود انطلاقا من القاعدة الجوية ببن جرير، لتأمين استمرار مقاتلات F-16 المغربية في تنفيذ مهامها ضمن سيناريوهات محاكاة واقعية.
في المقابل، تشرف القوات المغربية على تدريبات الإخلاء الطبي الجوي في القاعدة الجوية بالقنيطرة، ما يعكس تقاسم الأدوار والمهام بين الطرفين، ويُبرز أهمية مناورات الأسد الإفريقي 2025 في تعزيز التنسيق والتكامل العملياتي.
تدريبات أكاديمية وتعليم مشترك يعكس عمق الشراكة
في جانب آخر من فعاليات مناورات الأسد الإفريقي 2025، نظّم الجانبان المغربي والأمريكي تدريبات أكاديمية بمدينة أكادير، تم خلالها تقديم شروحات نظرية ومهارات تكتيكية متقدمة. جنود القوات المسلحة الملكية المغربية تابعوا بعناية تعليمات مدربي الجيش الأمريكي، كما وثقت مشاهد الفيديو، التي نشرتها خدمة DVIDS التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية.
وقد عُقدت هذه التكوينات بتاريخ 5 و7 ماي الجاري، ضمن برنامج تدريبي موسّع يشمل ورشات في القيادة والتحكم، تقييم المخاطر، والجاهزية في الميدان، وهي عناصر أساسية في أي تدخل عسكري متعدد الجنسيات. وتبرز هذه التمارين الأكاديمية أهمية البعد التعليمي في مناورات الأسد الإفريقي 2025، الذي لا يقتصر فقط على التدريب الميداني بل يشمل أيضاً تنمية الفكر العسكري والتكتيكي.
مناورات الأسد الإفريقي 2025… اختبار للجاهزية في بيئات متعددة
ما يميز مناورات الأسد الإفريقي 2025 هو طبيعتها الشاملة، إذ تشمل مجالات متنوعة مثل التزود بالوقود جواً، الدعم الجوي القريب، والإجلاء الطبي، إلى جانب عمليات على الأرض تُنفذ في تضاريس وظروف مختلفة لمحاكاة تحديات حقيقية في ساحات القتال. وتُعد هذه التمارين فرصة حقيقية لتبادل الخبرات، ورفع مستوى التعاون بين الجيوش المشاركة في ظل بيئات تشغيلية متغيرة ومعقدة.
نائب قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا، الجنرال جيسون هيندز، قال في تصريح له: “تمرين الأسد الإفريقي يدفعنا إلى أقصى حدودنا، ويعزز جاهزيتنا القتالية إلى جانب شركائنا”، مؤكداً الأهمية المتزايدة لهذه المناورات في ضوء التحديات الأمنية المتزايدة إقليمياً ودولياً.
شراكة عسكرية متينة واستراتيجية تمتد لسنوات
تُعد مناورات الأسد الإفريقي 2025 امتدادا لتقليد سنوي عسكري بدأ منذ أكثر من عقدين، حيث تعد النسخة الحالية هي الحادية والعشرون على التوالي. وعلى مدار هذه السنوات، تطورت التمارين من تدريبات محدودة إلى واحدة من أكبر المناورات التي تقودها الولايات المتحدة في القارة الإفريقية.
ويؤكد هذا الحدث على المكانة الاستراتيجية التي بات يحتلها المغرب في السياسة الدفاعية الأمريكية، باعتباره حليفاً أساسياً في المنطقة، يتمتع ببنية تحتية عسكرية متقدمة، وشراكات موثوقة على المستويين الإفريقي والدولي.