الجيش الجزائري يقتل منقبين عن الذهب

قتلت قوات الجيش الجزائري، الخميس الماضي، أربعة منقبين عن الذهب، بينهم موريتانيون وصحراويون، في منطقة “الكويزي” داخل الأراضي الجزائرية.
وأدت العملية إلى إصابة شخص بجروح خطيرة، إضافة إلى مصادرة معدات ومركبات الضحايا، ورغم خطورة الواقعة، تواصل وسائل الإعلام الموريتانية، خاصة في منطقة ازويرات، التزام الصمت بشأن الحادثة.
أحداث مشابهة تشير إلى تصعيد مستمر
الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ شهدت الأشهر الماضية عمليات مشابهة استهدفت منقبين عن الذهب، ففي ماي الماضي، هاجمت طائرة مسيرة جزائرية تسعة منقبين في مخيمات تندوف، ما أدى إلى مقتلهم دون أي رد فعل من “البوليساريو”، وفي أبريل الماضي، قتل ثلاثة منقبين صحراويين في حادثة مماثلة داخل المخيمات نفسها.
أما في أكتوبر 2020، فقد أثارت حادثة مأساوية غضبا واسعا، حيث أقدم الجيش الجزائري على حرق اثنين من المنقبين الصحراويين أحياء داخل بئر كانا يعملان على حفره.
التصعيد الجزائري وتأثيره الإقليمي
وتسلط هذه الحوادث الضوء على التصعيد المستمر من قبل الجيش الجزائري ضد المنقبين عن الذهب، خاصة من الصحراويين والموريتانيين، ما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء استهداف هذه الفئة تحديدا.
ويأتي ذلك في سياق إقليمي يشهد توترا متصاعدا، حيث تسعى الجزائر إلى إحكام سيطرتها على المناطق الحدودية ومواجهة ما تعتبره تهديدا لأنشطتها الاقتصادية أو الأمنية.
غياب ردود الأفعال الرسمية
ويلاحظ غياب ردود أفعال رسمية من جانب “البوليساريو”، التي تواصل صمتها رغم تكرار الحوادث التي تستهدف سكان المخيمات، مما يثير انتقادات متزايدة. كذلك، يظل الإعلام الموريتاني، خاصة في المناطق القريبة من الحدود، متحفظا في تغطيته لهذه الأحداث.
دعوات لتدخل دولي
وتطالب منظمات حقوقية ومراقبون بتدخل دولي للتحقيق في هذه الحوادث المتكررة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي تنتهك حقوق الإنسان، كما تدعو جهات دولية إلى حماية المنقبين عن الذهب وضمان سلامتهم في ظل استمرار هذه الاعتداءات.
وتبرز هذه الحوادث المتكررة الحاجة إلى تعزيز الوعي الإقليمي والدولي بمخاطر الانتهاكات المستمرة، وتسليط الضوء على تداعياتها على استقرار المنطقة.