ترامب يختار عدو النظام الجزائري وزيرا لخارجيته

اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، السناتور ماركو روبيو لتولي منصب وزير الخارجية.
ومع هذا التعيين أصبح روبيو أول أميركي من أصول لاتينية يشغل هذا المنصب، وفقا لمصادر مطلعة نقلتها وكالة “رويترز”.
وذكرت “نيويورك تايمز” أن ترامب اتخذ قراره، لكن المصادر لم تستبعد احتمال تغييره رأيه في اللحظة الأخيرة.
ماركو روبيو، المولود في ميامي لأبوين مهاجرين من كوبا، يُعرف بمواقفه المتشددة في السياسة الخارجية، خاصة تجاه الصين وإيران وكوبا، وهو ينحدر من أسرة متواضعة، حيث كان والده يعمل نادلا، فيما تولت والدته رعاية الأسرة وعملت عاملة للنظافة في أحد الفنادق.
وزير عصامي
وولد روبيو في 28 ماي 1971، وبدأ مسيرته السياسية عضوا في مجلس مدينة غرب ميامي، ثم ترقى ليشغل منصب رئيس مجلس نواب ولاية فلوريدا، قبل أن ينتخب عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي في 2010.
ويعرف روبيو، الذي دخل عامه الثالث عضوا في مجلس الشيوخ، بقدرته على التعاون مع كلا الحزبين لتحقيق إصلاحات تعزز الاقتصاد والمجتمعات الأميركية، وهو ما أكسبه سمعة إيجابية. وكان روبيو من أبرز منتقدي سياسات الرئيس السابق باراك أوباما، وخاصة الاتفاق النووي مع إيران، ويعتبر داعما لأمن إسرائيل ومعارضا لعودة العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا.
روبيو والنظام الجزائري
يمثل اختيار ماركو روبيو وزيرا للخارجية الأميركية تهديدا حقيقيا، حيث يعرف روبيو بموقفه الصارم تجاه النظام الجزائري، بسبب دعمه للتوجهات الروسية، ففي عام 2022، وجه روبيو طلبا لوزارة الخارجية الأميركية بفرض عقوبات على النظام الجزائري، بعد أن اتهمه بتعزيز التعاون العسكري مع روسيا، والتي كانت حينها تخوض حربا ضد أوكرانيا.
وأوضح روبيو في رسالة موجهة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن في 14 شتنبر 2022 أن الجزائر تعد “واحدة من أكبر مشتري المعدات العسكرية من الاتحاد الروسي”، ما يجعل دعمها لروسيا مصدر قلق في السياسة الخارجية الأميركية.
ويبدو مستقبل غامض للعلاقات الجزائرية الأميركية مع تولي ماركو روبيو وزارة الخارجية غامضا، خاصة إذا قرر روبيو الدفع باتجاه سياسات أكثر تشددا تجاه الجزائر بسبب ارتباطاتها العسكرية مع روسيا، وهو التطور الذي قد يزيد من عزلة النظام الجزائري على الساحة الدولية، خاصة في ظل استقطاب عالمي حاد بين روسيا والدول الغربية.