معبر حدودي جديد مع موريتانيا تحت حماية درونات المغرب

يواصل المغرب خطواته الواضحة نحو فتح معبر حدودي جديد مع موريتانيا، مما يعكس التزامه بتعزيز العلاقات التجارية مع جيرانه. مشروع بناء الطريق الذي يربط السمارة بالحدود الموريتانية حقق تقدما كبيرا منذ انطلاقه في فبراير 2024، علاوة على أن الجهات المسؤولة أكلمت معظم مراحل الإنجاز.
تفاصيل مشروع معبر حدودي السمارة-موريتانيا
القوات المسلحة الملكية أشرفت بشكل مباشر على تنفيذ هذا المشروع المهم. بالإضافة إلى أنها خصصت الموارد والجهود لتسريع أعمال البناء. لا سيما أن الصور الحديثة تشير إلى اقتراب انتهاء المشروع، حيث تبقى فقط مرحلة تبليط الطريق بالأسفلت ليصبح جاهزا لاستقبال السيارات والشاحنات.
وفي هذا السياق، يبرز هذا الطريق كجزء حيوي من خطة المغرب لتطوير البنية التحتية في الصحراء وتعزيز الروابط مع موريتانيا.
استثمارات كبيرة لدعم التنمية في موريتانيا
وزارة التجهيز والماء تسير بشكل حثيث نحو تنفيذ الطريق الوطنية رقم 17، الممتدة على 128 كيلومترا، والطريق الوطنية رقم 17B التي تربط السمارة مباشرة بالحدود الموريتانية. لذلك خصصت الوزارة ميزانية تصل إلى 215 مليون درهم للمعبر الحدودي. نزار بركة، وزير التجهيز والماء، كشف عن أهمية هذا الاستثمار خلال زيارته لجهة العيون-الساقية الحمراء. بالإضافة إلى أنه أكد على ضرورة الإسراع بتنفيذ المشاريع التنموية التي تخدم سكان الصحراء.
تأمين الطريق مسؤولية القوات المسلحة الملكية
القوات المسلحة الملكية لعبت دورا محوريا في تأمين معبر حدودي. وبالإضافة إلى ذلك، وسعت الجدار الرملي الذي أنشأته خلال عملية الكركرات في نوفمبر 2020، بالتنسيق الكامل مع السلطات الموريتانية. واستخدمت القوات طائرات الدرون لتعزيز المراقبة وضمان حماية مستخدمي الطريق من أي تهديدات قد تصدر عن البوليساريو.
معبر السمارة: بوابة اقتصادية جديدة
مدينة السمارة تبرز كمرشح مثالي لتكون نقطة عبور استراتيجية بين دول الساحل والمحيط الأطلسي. الملك محمد السادس أوضح في خطابه بتاريخ 6 نوفمبر أهمية هذا الموقع، الذي يعزز دور المغرب كجسر يربط إفريقيا بالعالم. كما أن هذا المعبر سيسهم في تنشيط حركة التجارة وتطوير الاقتصاد في المنطقة الجنوبية. خاصة مع موريتانيا.
التحديات السابقة ومراحل التنفيذ
في البداية، أعلن عن مشروع معبر حدودي في شتنبر 2018 . عندما زار وزير التجهيز والنقل الأسبق عبد القادر عمارة جهة العيون-الساقية الحمراء. لكن التحديات الأمنية والسياسية أعاقت التنفيذ حينها. بعد عملية الكركرات، تغيرت الظروف بشكل جذري. مما سمح للقوات المسلحة الملكية بتنفيذ المشروع وضمان استقراره.
انتظارات السكان وتأثير معبر حدودي
سكان المناطق الصحراوية، الذين يتطلعون بشغف إلى اكتمال المشروع، يعقدون آمالا كبيرة على هذا الطريق لتحسين حياتهم اليومية. من خلال هذا المشروع، تعزز المغرب مكانته كقوة إقليمية تدعم التعاون الاقتصادي والأمني. إضافة إلى التعاون مع موريتانيا.
افتتاح المعبر الحدودي الجديد بين المغرب وموريتانيا لا يمثل فقط خطوة لتعزيز التجارة الإقليمية، بل يعكس رؤية واضحة للمغرب نحو تحويل مناطقه الجنوبية إلى بوابة للتنمية والازدهار. ومع تسريع وتيرة التنفيذ، يصبح الطريق علامة فارقة في الجهود المغربية لتعزيز التكامل الإقليمي.