رئيس موريتانيا بالمغرب: دلالة الزيارة وسياقها الإقليمي

شهدت الساحة المغاربية تطورا لافتا مع زيارة رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني إلى المغرب في إطار زيارة خاصة.
وتحمل هذه الزيارة تحمل دلالات سياسية وإقليمية عميقة، خاصة في ظل سعي الجزائر إلى التقرب من موريتانيا لمحاصرة المغرب.
وتمثل الجارة الجنوبية للمغرب بوابة استراتيجية نحو منطقة الساحل وإفريقيا جنوب الصحراء.
السياق الإقليمي للزيارة
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى نواكشوط، والتي كانت الأولى لرئيس جزائري إلى موريتانيا منذ 37 سنة.
وتسعى الجزائر منذ مدة إلى تعزيز نفوذها في موريتانيا بهدف عزل المغرب عن محيطه المغاربي.
إلا أن نواكشوط حافظت على موقفها المحايد تجاه القضايا الخلافية بين الجارتين.
ورغم محاولات الجزائر، أكدت موريتانيا عبر خطوات دبلوماسية عديدة أنها تتبع نهجا متوازنا.
وأوفدت موريتانيا رئيس البرلمان محمد ولد مكت إلى المغرب، بالتزامن مع زيارة تبون إلى نواكشوط.
وخلال هذه الزيارة، التقى ولد مكت عددا من المسؤولين المغاربة، في مقدمتهم وزير الخارجية ناصر بوريطة، في إشارة واضحة إلى عمق العلاقات المغربية الموريتانية.
دلالات زيارة الغزواني إلى المغرب
- تعزيز العلاقات الثنائية: زيارة الغزواني تعكس حرص المغرب وموريتانيا على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما في ذلك التعاون الاقتصادي، الأمني، والثقافي.
- تأكيد على الحياد الموريتاني: تأتي الزيارة لتؤكد استقلالية القرار الموريتاني، ورفضها الانحياز للجزائر.
- رسالة دبلوماسية: وجود الرئيس الموريتاني في الرباط يرسل رسالة إلى الجزائر بأن موريتانيا ليست ورقة يمكن التلاعب بها.
- بوابة نحو إفريقيا: تشكل موريتانيا حلقة وصل استراتيجية للمغرب لتعزيز نفوذه في إفريقيا، خاصة في منطقة الساحل.
العلاقات المغربية الموريتانية: استقرار وتعاون
ورغم التحديات الإقليمية، تمكنت الرباط ونواكشوط من الحفاظ على علاقات مستقرة، قائمة على المصالح المشتركة.
ويلعب المغرب دورا مهما في دعم التنمية في موريتانيا، من خلال مشروعات استثمارية وشراكات اقتصادية في قطاعات حيوية كالتعدين والصيد البحري.
في المقابل، تمثل موريتانيا شريكا استراتيجيا للمغرب في محاربة الإرهاب.
ويشترك البلدان في التنسيق الأمني لمواجهة التهديدات في منطقة الساحل.
كما تؤكد زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى المغرب على متانة العلاقات بين البلدين في ظل التحولات الإقليمية.
وترسخ هذه الخطوة مكانة المغرب كشريك استراتيجي لموريتانيا، وتبرز أهمية الحوار والتعاون بين الجارين لتجاوز التحديات المشتركة.
في المقابل، تمثل الزيارة رسالة ضمنية بأن التنافس الإقليمي لا يجب أن يكون على حساب استقرار العلاقات بين دول المغرب العربي.
وتعكس الزيارة أبعادا استراتيجية عميقة في مسار العلاقات المغربية الموريتانية.
كما تؤكد الدور المحوري للمغرب في صياغة مستقبل التعاون الإقليمي في شمال إفريقيا والساحل.