فرحات مهني يحرج الجزائر أمام مجلس الأمن بقضية القبائل

وجه فرحات مهني، زعيم حركة استقلال منطقة القبائل (ماك) ورئيس الحكومة المؤقتة في المنفى، صفعة سياسية قوية للنظام الجزائري.
وفي خطوة جريئة، أرسل مهني رسالة إلى عمار بن جامع، سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، وطالب فيها بعرض قضية “تقرير مصير منطقة القبائل” أمام مجلس الأمن خلال رئاسة الجزائر للمجلس في يناير الجاري.
وليس هذا فحسب، بل أثار طلبه موجة انتقادات واسعة تجاه النظام الجزائري، مما سلط الضوء مرة أخرى على سياسته القمعية الممنهجة.
فرحات مهني يطالب بحق تقرير المصير
ومن جهة أخرى، كشفت رسالة فرحات مهني عن تناقضات صارخة في مواقف الجزائر.
وأكد مهني في رسالته على ضرورة مناقشة حقوق شعب القبائل في تقرير مصيرهم. مشيرا إلى أن النظام الجزائري يمارس ضدهم قمعا شديدا.
في حين تدعم الجزائر علنا حق تقرير المصير في قضايا مثل الصحراء المغربية وفلسطين، إلا أنها تنتهك هذا الحق بشكل صارخ عندما يتعلق الأمر بشعب القبائل.
بالإضافة إلى ذلك، صعد النظام من حملاته القمعية منذ يونيو 2021، بعد أن صنف حركة “ماك” كمنظمة إرهابية، وهو ما اعتبره مراقبون خطوة سياسية أكثر منها أمنية.
وفي هذا السياق، دعم تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2023 موقف فرحات مهني. وأوضح التقرير أن واشنطن لا تعتبر حركة “ماك” أو “رشاد” منظمات إرهابية. بل أشار إلى أن الجزائر تستخدم هذا التصنيف لأغراض سياسية داخلية.
علاوة على ذلك، يرى النظام الجزائري في مطالب استقلال القبائل تهديدا لوحدة البلاد، مما يعكس أزمات سياسية عميقة يعاني منها.
المغرب البلد النموذجي
في المقابل، يظهر المغرب كنموذج إقليمي ناجح في مكافحة الإرهاب. باعتراف دول عديدة، منها أمريكا.
وفقا للتقرير الأمريكي، تعتمد استراتيجية المغرب على اليقظة الأمنية، التعاون الإقليمي، والتنمية الاقتصادية. مما جعله مثالا للاستقرار في المنطقة. بينما تواجه الجزائر انتقادات متزايدة بسبب سجلها في حقوق الإنسان.
أخيرا، أعاد فرحات مهني بخطوته الجريئة تركيز الأنظار الدولية على معاناة شعب القبائل. ليس فقط ذلك، بل أثارت مبادرته جدلا واسعا حول سياسات النظام الجزائري. مما وضع الجزائر في موقف حرج أمام المجتمع الدولي.