الحكم الذاتي

الصحراء المغربية: هلال يفضح مناورات الجزائر بالأمم المتحدة

في رسالة دبلوماسية قوية وغير قابلة للتأويل، أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى منظمة الأمم المتحدة، عمر هلال، على أن الصحراء المغربية ليست مجرد قضية نزاع إقليمي، بل هي جزء لا يتجزأ من الأراضي المغربية “بحكم التاريخ والقانون وحرية تعبير ساكنتها”. جاء هذا التأكيد الصارم خلال المؤتمر الإقليمي للجنة الـ24 لمنطقة المحيط الهادئ، المنعقد حاليا في ديلي بتيمور الشرقية (21-23 ماي)، حيث استغل هلال المنصة الدولية لتفنيد المزاعم الجزائرية وكشف حقيقة الدور الذي تلعبه في إعاقة حل هذا الملف.

تأصيل الحقوق التاريخية والقانونية ونداء للواقعية

في كلمته المفعمة بالحقائق، شدد السفير هلال على أن “الوقت قد حان لباقي الأطراف لتدرك ذلك، ولنبني معا مستقبلا يسوده السلام والاستقرار والتعاون في منطقتنا ولفائدة قارتنا”. هذا التصريح ليس مجرد دعوة للسلام، بل هو تأكيد على أن حل النزاع يجب أن ينطلق من الاعتراف بالحقائق التاريخية والقانونية التي تؤكد مغربية الصحراء المغربية. تهدف هذه الدعوة إلى إنهاء حالة الجمود التي تعيق تقدم العملية السياسية وتحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة المغاربية برمتها.

فضح الدور الجزائري في عرقلة التسوية وزعزعة الاستقرار

من جانب آخر، لم يتردد السفير المغربي في إدانة ما وصفه بـ “التقاعس الذي تبديه الجزائر”، والذي يعيق بشكل مباشر تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. كما أدان هلال “مناوراتها لزعزعة الاستقرار في المنطقة المغاربية وخارجها”. وأشار إلى أنه “على الرغم من التزامات المغرب والجهود الثابتة التي تبذلها الأمم المتحدة، فإن مناورات المماطلة التي تنهجها الجزائر تواصل عرقلة العملية السياسية”.

وأوضح هلال أن الجزائر، ورغم ادعائها أنها ليست طرفا في النزاع، “تضطلع بدور محوري فيه”، مشددا على أنها “تقوم بإيواء وتسليح وتمويل وتقديم الدعم الدبلوماسي لجماعة “البوليساريو” الانفصالية، وتتعنت باتخاذ موقف غير واقعي يساهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة”. هذا الكشف عن الدور الجزائري يعزز الموقف المغربي الذي يعتبر الجزائر الطرف الرئيسي في هذا النزاع، وليس مجرد مراقب.

لاحظ هلال أنه أمام هذا المأزق الذي تبقيه الجزائر، من الواضح أن المجتمع الدولي قد حسم قراره، مشيرا في هذا الصدد إلى تواصل سحب العديد من البلدان لاعترافها بالكيان الوهمي. وأكد أن أزيد من 116 دولة عبرت عن دعمها الصريح للمبادرة المغربية للحكم الذاتي. وأضاف أن حوالي 30 بلدًا فتحت قنصليات عامة في مدينتي العيون والداخلة، لتعترف بذلك عمليًا وسياسيًا وسياديًا بمغربية الصحراء المغربية وسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. هذه الأرقام تعكس تغيرًا ملموسًا في الموقف الدولي لصالح الموقف المغربي.

دحض الأكاذيب وتفنيد الادعاءات الجزائرية بالأمم المتحدة

وفي وقت سابق، وجه عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، ردا “ناريا” على وزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف، وعمار جامع، ممثل الجزائر، حيث فضح أكاذيب وتصريحات مزيفة بالأمم المتحدة. وقال هلال في رده: “لا بد لي أن أقول إنه يجب على الجزائر أن تستيقظ من سبات الحرب الباردة، بعدما دعا من يمثلها إلى استقلال الصحراء المغربية، كي تدرك بالواقع الملموس أنها استقلت في إطار اندماجها في وطنها الأم، المملكة المغربية، منذ نصف قرن”.

وأضاف هلال الذي تدخل خلال اجتماع أشغال الدورة العادية 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بنيويورك، أن “مسؤولي الجزائر تناسوا أو تظاهروا بالنسيان، أنه في هذه القاعة نفسها تم إعلان نهاية الاستعمار الإسباني للصحراء المغربية، عبر اتخاذ قرار في هذا الشأن بحضور الجزائر نفسها وهو القرار رقم 345 ب”. وأوضح المسؤول المغربي أن “مر نصف قرن منذ أن أخذ العالم علمًا بنهاية الاستعمار الإسباني وعودة الصحراء إلى الوطن الأم، بعد إبرام اتفاقية مدريد”. وذكر هلال بحقيقة تاريخية، وهي كلمة الرئيس الراحل بومدين، خلال القمة العربية بالرباط، عندما أعلن أمام ملوك وأمراء ورؤساء الدول، أنه سيؤيد أي صيغة من شأنها أن تسمح بإنهاء الاستعمار في الصحراء المغربية. وبعد مرور عام، تم إنهاء استعمار الصحراء المغربية.

وفضح هلال كذب ممثلي الجزائر بخصوص الموائد المستديرة بشأن قضية الصحراء المغربية، وقال إن المغرب يدعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ويدعم المسلسل الأممي، في وقت تروج الجزائر للأكاذيب، فيما ترفض العودة للمفاوضات في الواقع. هذه التصريحات تكشف التناقض في الموقف الجزائري وتؤكد سعي المغرب لحل سلمي وواقعي للنزاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى