إدانة بوعلام صنصال ب5 سنوات سجنا وسط انتقادات للجزائر

إدانة بوعلام صنصال، الخبر الذي غطى على الأحداث بفرنسا. بعد الإعلان عن قرار محكمة الدار البيضاء بالجزائر بالحكم عليه بالسجن النافذ لمدة خمس سنوات. وسط تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا. قوات الأمن اعتقلت صنصال منذ نوفمبر الماضي، بينما تشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية أزمة غير مسبوقة منذ عقود.
إدانة بوعلام صنصال… اتهامات ثقيلة ومحاكمة مثيرة
ولم تكتف النيابة العامة الجزائرية ب”إدانة بوعلام صنصال”، بل سعت إلى إنزال عقوبة أشد تصل إلى عشر سنوات. إضافة إلى ذلك، فرضت عليه غرامة مالية قدرها مليون دينار جزائري. علاوة على أن قضاء الجزائر وجه إليه تهما متعددة، شملت المساس بوحدة الوطن. بالإضافة إلى إهانة هيئة نظامية، والإضرار بالاقتصاد الوطني، وحيازة منشورات تهدد الأمن والاستقرار.
الأجهزة القضائية ركزت بشكل خاص على تصريحات أدلى بها صنصال لصحيفة فرنسية قريبة من اليمين المتطرف. في هذه التصريحات، تبنى وجهة نظر تاريخية. لاسيما أنها أكدت أن فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية اقتطعت جزءا من الأراضي المغربية وضمتها إلى الجزائر. هذه التصريحات أثارت استياء السلطات الجزائرية التي لم تتأخر في ملاحقته قضائيا.
ماكرون يدعو إلى الإفراج عن الكاتب
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يتأخر عن التعليق على إدانة بوعلام صنصال، بل أبدى استغرابه من هذه التهم. كما شدد على أنه يثق في “حكمة” رئيس الجزائر عبد المجيد تبون لإدراك أن محاكمة صنصال “غير جدية”. علاوة على ذلك، دعا مجددا إلى الإفراج الفوري عنه، معتبرا أن اعتقاله يعكس توترا سياسيا أكثر منه قضية قانونية.
صنصال ينفي التهم
إدانة بوعلام صنصال لم تمنعه من الدفاع عن نفسه بقوة خلال جلسة المحاكمة، حيث نفى أي نية للإضرار بوطنه. إضافة إلى ذلك، شدد على أن تصريحاته لا تتجاوز “مجرد تعبير عن الرأي“، كما يفعل أي مواطن جزائري. وفقا لما نشرته صحيفة “الشروق” الجزائرية، أكد صنصال أنه لم يدرك أن بعض عباراته قد تُفسر على أنها مساس بالمؤسسات الوطنية.
رغم اعتقاله. ظهر صنصال في صحة جيدة داخل قاعة المحكمة، رغم معاناته من مرض السرطان. كما بدا هادئا وواثقا خلال الجلسة، بينما تابع محاموه القضية عن كثب.
مظاهرات واسعة في فرنسا وحملة تضامن عالمية
وقبل إدانة بوعلام صنصال. احتشد مئات الأشخاص في باريس، مطالبين بالإفراج عنه. الحشد ضم شخصيات سياسية معروفة، مثل مارين لوبان وإيريك زمور. بالإضافة إلى العديد من المثقفين والصحفيين الفرنسيين. علاوة على ذلك، نددت منظمات حقوقية دولية بالحكم، معتبرة المحاكمة غير عادلة.
الصحافة الفرنسية سلطت الضوء على القضية. حيث انتقدت النهج الذي اعتمدته السلطات الجزائرية في محاكمة صنصال. العديد من الكتاب والمثقفين الفرنسيين والجزائريين أبدوا تضامنهم معه، كما طالبوا بإطلاق سراحه فورًا.
هل تتجه الجزائر إلى إصدار عفو عنه؟
الكثير من المحللين يرون أن الحكم على بوعلام صنصال جزء من تصعيد سياسي ضد فرنسا. علاوة على ذلك، يعتقد البعض أن السلطات الجزائرية استغلت قضيته كورقة ضغط دبلوماسية، خاصة بعد اعتراف فرنسا مؤخرًا بمغربية الصحراء.
رغم ذلك، بعض المراقبين يعتقدون أن الجزائر قد تتجه قريبا إلى إصدار عفو رئاسي يسمح لصنصال بمغادرة السجن. هذا القرار قد يشكل خطوة نحو تهدئة التوتر مع باريس، خاصة بعد تصاعد الضغوط الدولية على الجزائر بسبب هذه القضية.