كابرانات الجزائر

حركة انفصالية بجنوب إفريقيا: طباخ السم لابد أن يذوقه

في ظل تصاعد المطالبات للاستقلال، تشهد جنوب إفريقيا تطورات مثيرة مع تنامي استقلال إقليم الكيب، وهي حركة انفصالية بجنوب إفريقيا.

جذور حركة انفصالية بجنوب إفريقيا

في هذا السياق، تقود مجموعة من البيض الأفارقة المتحدرين من المستوطنين الهولنديين الحركة الانفصالية. وتظهر معالم هذا الصراع بين رغبة الانفصاليين في تأسيس كيان مستقل ورفض الحكومة المركزية المساس بوحدة البلاد. وقد تعقد التدخلات الدولية المشهد.

بالمقابل، تتبنى “مجموعة الدعوة لاستقلال الكيب” رؤية انفصالية تعتمد على اختلافات عرقية وثقافية في جنوب إفريقيا. ويرى قادة الحركة أن الإقليم، الذي يضم كيب تاون، يتمتع بخصوصية تاريخية واقتصادية تدعم انفصاله. لذلك، يركز المنادون بالاستقلال على خطاب يدور حول “حماية الهوية الأفريكانية”. ويقدمون ادعاءات بوجود تمييز ضد الأقلية البيضاء، رغم أن الإحصاءات الرسمية تؤكد أن البيض يشكلون فقط 7.8% من سكان البلاد.

دور ترامب والدعم الدولي: محاولة لتدويل القضية

في هذا السياق، تسعى الحركة إلى كسب دعم دولي من خلال التخطيط لزيارة الولايات المتحدة في أبريل القادم، حيث تعتزم لقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وقد أثار ترامب جدلا واسعا في فبراير الماضي بتصريحاته حول “اضطهاد الأقلية البيضاء”. يندرج هذا التحرك ضمن استراتيجية لتدويل الملف، حيث تقدم الحركة قضيتها كـ”نضال من أجل الحقوق الإثنية”. وتستفيد من تحالفات محتملة مع جماعات يمينية عالمية، رغم أن مراقبين يصفونها حركة انفصالية بجنوب إفريقيا.

من جانب آخر، رفض الرئيس سيريل رامافوزا طلب الحركة بتنظيم استفتاء لتقرير المصير. وأكد أن دستور 1994 يقيم دولة ديمقراطية غير عنصرية تقوم على الوحدة في إطار التنوع في جنوب إفريقيا . وأوضح المتحدث الرئاسي أن “الانفصال ليس خيارا دستوريا”، مشيرا إلى أن المادة 235 من الدستور تمنح حق تقرير المصير فقط للشعوب المضطهدة، وهو ما لا ينطبق على سكان الكيب.

 الجزائر وجنوب إفريقيا دروس من شمال إفريقيا

تشبه مواقف بريتوريا موقف الجزائر التي رفضت بشدة مطالب حركة “تقرير مصير القبائل” بقيادة فرحات مهني. وقد صنفت السلطات الجزائرية هذه الحركة كـ”منظمة إرهابية”. ورغم اختلاف سياقات حركة انفصالية بجنوب إفريقيا ونظيرتها في الجزائر، يظهر تشابه في إصرار البلدين على رفض المساس بالحدود الوطنية والحفاظ على السيادة. ومع ذلك، يشارك كل منهما في دعم حركات انفصالية مثل البوليساريو وأزواد في مالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى