
فجوة صارخة بين قصر فاخر والشعب
ويعيش سكان المخيمات في ظروف قاسية، بينما ينتظرون المساعدات الغذائية.
لكن قادة البوليساريو يحولون أموال الدعم الدولي إلى تمويل مشاريع فاخرة. المفارقة أن هذا القصر، المسمى “مقر الكتابة العامة”، لا يموله فقط أموال مشبوهة، بل يموله أيضا تمويل من المساعدات الخارجية التي قدمها الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، بما في ذلك الجزائر، والتي كان من المفترض أن تخصص لتحسين أوضاع الصحراويين.
أموال المساعدات تذهب إلى جيوب القادة
وقدمت المفوضية الأوروبية في وقت سابق 4.6 مليون دولار لدعم سكان المخيمات، لكن هذه الأموال ساهمت بشكل غير مباشر في تمويل قصر فاخر لغالي. بدلا من استخدام هذه الأموال لتوفير المأوى والغذاء، ذهبت إلى جيوب القادة.
وأنفق القادة الأموال المتبقية على تشييد مكاتب وقاعات فاخرة، بما في ذلك غرف نوم واسعة وقاعات استقبال وحتى قاعة للحفلات.
عزل سكان المخيمات
يبني القائمون على المشروع المقر الجديد على هامش المخيمات، ويحيطونه بتحصينات وبروج مراقبة.
وتهدف هذه الإجراءات إلى عزل سكان المخيمات والتحكم في أي انتفاضات أو وقفات احتجاجية. ترفع القيادة شعار “القصور للقيادة والمخيمات للساكنة”، مما يعكس الفجوة الكبيرة بين ما تعيشه القيادة من ترف وما يعانيه الشعب من شظف العيش.
تفاصيل قصر فاخر
وفقا لتقارير من عمال الورش، لمنتدى “فورستاين”، يشمل المقر العديد من المكاتب والإدارات والمرائب والمرافق الخارجية الفاخرة. وقدمت القيادة طلبيات بأرقام فلكية لتجهيز المقر بمعدات فاخرة من الخارج. ومع ذلك، تسير الأعمال ببطء بسبب الضخامة والفخامة التي يتسم بها المشروع.
سؤال يطرح نفسه: أين تذهب المساعدات الدولية؟
يبقى السؤال المحير: هل ستستمر الجهات المانحة في تمويل قصر فاخر ؟ أم أن المجتمع الدولي سيدرك أخيرا أن هذه الأموال لا تصل إلى من يحتاجونها حقا؟ تظهر الفجوة بين ما تعيشه القيادة من رفاهية وما يعانيه الصحراويون من فقر وجوع بوضوح أن القيادة تستخدم أموال المساعدات بشكل خاطئ، مما يستدعي مراجعة عاجلة لسياسات الدعم الدولي.
في النهاية، يبقى هذا القصر الفاخر رمزا للفساد والفجوة الاجتماعية التي تعمق معاناة الصحراويين، بينما تستفيد القيادة من أموال كان من المفترض أن تُستخدم لتحسين أوضاعهم.