كابرانات الجزائر

سخرية من تحميل المغرب مسؤولية احتجاج طلبة الطب بالجزائر

عادت مواقع التواصل الاجتماعي لتتصدر المشهد في السخرية من تحميل النظام الجزائري المغرب مسؤولية أزمة إضرابات طلبة الطب.

فبعدما استمرت احتجاجات الطلبة لأكثر من أسابيع دون حل، لجأت بعض وسائل الإعلام الجزائرية إلى اتهام المغرب بالتحريض على هذه الاحتجاجات، مستندة إلى تسجيل صوتي مشكوك في صحته بين طالبة مغربية وأخرى جزائرية، وكأن “عدو الخارج” صار مخرج النظام الوحيد لتبرير إخفاقاته.

تسجيل صوتي

ومنذ بداية الأزمة، يطالب طلبة الطب الجزائريون بتحسين جودة التعليم، وزيادة الدعم المالي، وتوسيع فرص العمل، وتخفيف الاكتظاظ في المؤسسات التعليمية، إلا أن هذه المطالب سرعان ما وجهت بعيدا عن مسارها الصحيح باتهام المغرب.

أثار ت الاتهامات الجزائرية موجة سخرية عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف المستخدمون هذه الاتهامات بأنها “محاولة بائسة” للتملص من المسؤولية.

ورغم عدم وجود أي دليل ملموس، إلا أن الصحافة الجزائرية، مثل صحيفة “الخبر”، نشرت مزاعم بتورط المغرب في “تأجيج” احتجاجات الطلبة عبر تسجيل صوتي لطالبة جزائرية وأخرى يزعمون أنها مغربية.

ففي التسجيل، تقول “الطالبة المغربية” إن طلبة المغرب قد استمروا في احتجاجاتهم 11 شهرا رغم الصعوبات، مشجعة نظيرتها الجزائرية على الاستمرار.

وعلى الرغم من اعترافها بأن التسجيل يضم محادثة صوتية عبر تطبيق “ميسنجر” بين طالبة جزائرية تدعى “شهرزاد”، وهي طالبة طب، وطالبة أخرى من المغرب، إلا أن الصحف الجزائرية أصرت على توجيه الاتهام للمخابرات المغربية بإشعال فتيل الاحتجاجات، مستندة بذلك إلى تعليقات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي داخل الجزائر.

 طلبة الطب ونظرية المؤامرة

وأثارت هذه الادعاءات ردود فعل ساخرة بين المستخدمين الجزائريين والمغاربة على السواء، إذ علق البعض بسخرية بأن النظام الجزائري بات يعتمد على “نظرية المؤامرة” لحل مشاكله، وانتقد آخرون تصريح محمد دخوش، مدير التحرير في قناة “الجزائر الدولية”، الذي نشر التسجيل مدعيا أن “مغربية تنسق الاحتجاجات” وكأن النظام يرى في محادثة خاصة “خطرًا على استقرار البلاد”.

هذا التضخيم الإعلامي لمجرد محادثة شخصية بين طالبتين يعكس حجم العجز لدى النظام عن معالجة الأزمة الفعلية، فبدلا من تلبية مطالب طلبة الطب وتحسين ظروف التعليم الطبي، يبدو أن التهرب من المسؤولية عبر خلق “عدو خارجي” هو الخيار المفضل لديهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى