الحكم الذاتي

هوس الجزائر لمنافسة المغرب في الاتحاد الإفريقي

تتصاعد حدة المنافسة على منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إذ تسعى الجزائر إلى منافسة المغرب لتولي المنصب، الذي يشهد تجديدا خلال انتخابات فبراير المقبل، خاصة أنه يعد مفتاحا لمستقبل قيادة التكتل الإفريقي.

لطيفة أخرباش: خبرة مغربية في الساحة الإفريقية

ورشحت المملكة المغربية الدبلوماسية لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ووزيرة الدولة السابقة في الشؤون الخارجية، لهذا المنصب، إذ تتمتع أخرباش بسجل مهني حافل يشمل المناصب الدبلوماسية والتعليمية، مما يجعلها مرشحة قوية، ومن أبرز محطات مسيرتها، توليها منصب سفيرة المغرب في تونس وبلغاريا، إلى جانب تأليفها لعدة كتب حول الإعلام والمرأة.

وركزت أخرباش حملتها الانتخابية على تعزيز مبادرات المغرب، خاصة المتعلقة بإنهاء النزاع في الصحراء المغربية عبر مبادرة الحكم الذاتي التي تلقى دعما دوليا وإفريقيا متزايدا، كما تعمل الرباط بشكل هادئ على عزل البوليساريو المدعومة من الجزائر، وتحقيق توازن سياسي واقتصادي في علاقتها مع الدول الإفريقية.

سلمى حدادي: محاولة جزائرية للتأثير على المشهد

في المقابل، دفعت الجزائر بمرشحتها سلمى حدادي، التي تشغل حاليا منصب السفيرة لدى إثيوبيا، ورغم محدودية خبرتها السياسية مقارنة بمنافستها المغربية، إلا أن ترشحها يهدف إلى عرقلة الجهود المغربية في الاتحاد الإفريقي، إذ تركز تحركات حدادي على مهاجمة منافستها أكثر من تقديم رؤية واضحة لتطوير دور الاتحاد.

وتعكس هذه المنافسة سعي الجزائر لتعزيز أجندتها من خلال دعم البوليساريو ومحاولة استعادة نفوذها المتراجع في القارة الإفريقية، وفي المقابل، يعتمد المغرب على دبلوماسية واقعية وهادئة، تستهدف تعزيز التنمية والتعاون الإقليمي، مع تقوية علاقاته مع العمق الإفريقي، منذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي عام 2016.

توازن القوى في الاتحاد الإفريقي

ومع استمرار المنافسة، يتضح أن الصراع على المناصب التنفيذية في الاتحاد الإفريقي يمتد ليشمل دول شمال إفريقيا الأخرى، مثل مصر وليبيا، مما يعكس أهمية هذه الانتخابات في رسم مستقبل الاتحاد ودوره على الساحة القارية والدولية.

وبينما تحاول الجزائر جاهدة لوقف النجاحات المغربية، يبدو أن الرباط تركز على استثمار خبراتها الدبلوماسية وتوسيع قاعدة دعمها في إفريقيا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى