أخبار الصحراء

هوس جزائري بتقليد المغرب يصل إلى موريتانيا

في خطوة تكشف استمرار ما وصف بـ”هوس جزائري” بتقليد السياسات المغربية، أطلقت الجزائر نسخة موازية من “أسبوع المغرب التجاري” في موريتانيا، داعية مشغّليها الاقتصاديين للمشاركة بقوة في “أسبوع جزائري” بنواكشوط. التحرك يأتي مباشرة بعد النجاح اللافت الذي حققه الأسبوع التجاري المغربي بالعاصمة الموريتانية، ما يعكس استمرار  الهوس الجزائري الدبلوماسي والاقتصادي غير معلن ر.

الرباط تعزز شراكتها مع نواكشوط على أسس تاريخية واستراتيجية

خلال الأسبوع التجاري المغربي، الذي نظم تحت إشراف وزيرة التجارة والسياحة الموريتانية زينب بنت أحمدناه، وكاتب الدولة المغربي المكلف بالتجارة الخارجية عمر حجيرة، تم التباحث حول مراجعة الاتفاقية التجارية الثنائية التي تعود إلى سنة 1986. هذه الخطوة تعكس رغبة مغربية-موريتانية في تحديث الأطر القانونية بما يتماشى مع التحولات الاقتصادية والإقليمية.

سفير المغرب في موريتانيا، حميد شبار، أكد أن العلاقات بين الرباط ونواكشوط ليست مجرد علاقات دبلوماسية، بل تستند إلى إرث مشترك من القوافل التجارية، والعلاقات الاجتماعية، والمصاهرات. وأوضح أن “أسبوع المغرب” ليس مجرد معرض، بل مناسبة لتجسيد روابط الجوار وتعزيز الشراكة الاقتصادية المتكاملة.

هوس جزائري يتجلى في سباق تقليد الفعاليات المغربية

الهوس الجزائري بمحاكاة التجربة المغربية لم يعد خافيا، بدءا من محاولة سرقة التراث. إذ تبادر الجزائر مراراً إلى نسخ خطوات الرباط في الفضاء الإفريقي، خاصة في موريتانيا. وهذا ما أكدته الصحافة المحلية في نواكشوط التي لاحظت التوقيت المتزامن بين الحدثين. رغم ذلك، يظل المغرب متقدما في حجم المبادلات التي بلغت سنة 2024 حوالي 350 مليون دولار، فيما لا تزال الجزائر تحاول كسب موطئ قدم في السوق الموريتانية.

آفاق جديدة للتعاون المغربي-الموريتاني رغم محاولات الإرباك

المغرب يسعى اليوم إلى الارتقاء بعلاقاته مع موريتانيا نحو شراكة إنتاجية، من خلال مشاريع في قطاعات الطاقة المتجددة، الصناعة، النقل، والفلاحة. ويدعم هذا التوجه انسجام سياسي وثقة متبادلة بين قادة البلدين، الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.

من جهتها، أكدت وزيرة التجارة الموريتانية على ضرورة الاستفادة من هذا الرصيد المشترك لتعزيز المبادلات وتوسيع الاستثمارات. وشددت على أن “أسبوع المغرب” يُعد منصة استراتيجية لترويج الشراكة وتحقيق تكامل اقتصادي واقعي بين الرباط ونواكشوط.

هوس جزائري مستمر مقابل حضور مغربي استراتيجي

في ظل استمرار “الهوس الجزائري” بتقليد التحركات المغربية، يظل المغرب يتمتع بعمق اقتصادي وسياسي متجذر في موريتانيا، قائم على التفاهم والتاريخ والتعاون المؤسساتي. أما الجزائر، ورغم محاولاتها اللحاق بالركب، فلا تزال تفتقر إلى أساس صلب يمكنها من منافسة المغرب فعليا في منطقة تعد امتدادا طبيعيا لنفوذه الاقتصادي والدبلوماسي في غرب إفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى