أخبار الصحراء

ميليشيات البوليساريو وتجارة المخدرات: مواجهات بالأسلحة

تعيش مخيمات تندوف، الواقعة في جنوب غرب الجزائر، على وقع انفلات أمني متزايد، بسبب تفشي ظاهرة ميليشيات البوليساريو وتجارة المخدرات، التي أصبحت تمثل تهديدا مباشرا ليس فقط لسكان المخيمات. بل للأمن الإقليمي بكامله. وتحولت هذه المخيمات إلى منطقة خارجة عن السيطرة، تتحكم فيها شبكات إجرامية عابرة للحدود، تتاجر في الكوكايين والمواد المحظورة.

ميليشيات البوليساريو وتجارة المخدرات: ظاهرة متفاقمة في تندوف

ويفيد مصدر  “فورستاين” أن اشتباكات عنيفة اندلعت في الأيام الأخيرة بين ميليشيات تتبع لعصابات متنافسة، تسعى كل منها لبسط سيطرتها على مسارات التهريب ومخازن المخدرات، مؤكدا أن قوات الدرك والجيش التابعين لجبهة البوليساريو شاركوا في تلك المواجهات المسلحة.

وتظهر تقارير ميدانية متواترة أن ظاهرة ميليشيات البوليساريو وتجارة المخدرات ليست نتاج فوضى عشوائية، بل هي نتيجة بنية إجرامية مهيكلة، تدار من داخل القيادة العليا للجبهة. ويُستغل غياب الرقابة الدولية عن المخيمات، وانتشار البطالة والفقر واليأس بين الشباب، في استقطاب أفراد جدد للانخراط في أنشطة التهريب.

كما تؤكد شهادات من داخل تندوف أن بعض القادة العسكريين يوفرون الحماية للعصابات مقابل نسب مالية من أرباح التجارة، وهو ما يُفسر تكرار الحوادث دون تدخل فعلي من السلطات المحلية أو الجزائرية.

اشتباكات مسلحة وعمليات اختطاف في ظل غياب دولة القانون

وأفادت مصادر  المنتدى أن اشتباكات دموية وقعت في “مخيم العيون” أواخر أبريل، واستمرت لساعات دون أي تدخل يذكر من قبل قوات الجبهة. وأعقب هذه المواجهات اختطاف أحد كبار تجار المخدرات المعروفين بعلاقاته القوية مع قيادات البوليساريو، مما أثار حالة من التوتر والخوف داخل المخيم.

كما تعرض جنود جزائريون في فبراير الماضي لهجوم بالأسلحة النارية من طرف مسلحين صحراويين أثناء مطاردة عصابة تهريب تنشط في “مخيم بوجدور”، وهو الحادث الذي يجسد بوضوح خطورة التداخل بين ميليشيات البوليساريو وتجارة المخدرات.

ولا يخفى على المتابعين أن غياب الرقابة الفعلية من قبل المنظمات الدولية داخل مخيمات تندوف يعد أحد الأسباب الرئيسية في تمدد نشاط ميليشيات البوليساريو وتجارة المخدرات. فالجبهة تستغل الوضع القانوني الغامض للمخيمات، وغياب وسائل المراقبة، لتأمين تحركاتها وتنفيذ عمليات التهريب عبر الحدود المالية والموريتانية.

ويحذر خبراء في الشأن الأمني من أن هذه الوضعية قد تتحول إلى تهديد دولي، خاصة في ظل العلاقة المحتملة بين شبكات التهريب والجماعات الإرهابية في منطقة الساحل.

دعوات دولية متزايدة لمساءلة الجزائر عن ما يجري في تندوف

أمام تصاعد خطورة الوضع، ترتفع الأصوات الحقوقية والإعلامية المطالبة بفتح تحقيق دولي حول أنشطة ميليشيات البوليساريو وتجارة المخدرات داخل تندوف، ومساءلة الدولة الجزائرية بصفتها الطرف الذي يحتضن المخيمات ويُفترض أن يتحمل مسؤولية ضمان الأمن فيها.

وقد دعت منظمات دولية كـ”هيومن رايتس ووتش” و”مراسلون بلا حدود” إلى تمكين الصحافيين والمراقبين الدوليين من دخول المخيمات، لرصد ما يجري على الأرض بعيدا عن الرواية الرسمية للجبهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى