أخبار الصحراء

العلاقات الموريتانية المغربية . نواكشوط تسقط إشاعات البوليساريو وأتباعها

في خضم المحاولات المتكررة من الجزائر وجبهة البوليساريو لزرع الفتنة بين المغرب وموريتانيا، جاء نفي نواكشوط القاطع لما تم الترويج له بشأن “احتلال مغربي مزعوم لأراض موريتانية”. ليؤكد مرة أخرى عمق العلاقات الموريتانية المغربية وثباتها أمام الدعايات المغرضة.

موريتانيا: السيادة خط أحمر

في 29 ماي الجاري، خرج الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، الحسين ولد مدو، بتصريحات واضحة لا لبس فيها، أكد فيها أن موريتانيا “تمارس سيادتها الكاملة على كافة أراضيها”. رافضا كل ما قيل عن وجود “تنازل أو احتلال” من قبل أي جهة.

وشدد الوزير على أن “الواقع على الأرض يثبت العكس. الأرض أرضنا والسيادة سيادتنا”، وهو ما يعكس مدى تماسك القرار الموريتاني إزاء محاولات التشويش.

وجاءت هذه التصريحات ردا على ادعاءات الجنرال الموريتاني المتقاعد لبات ولد معيوف، الذي زعم أن المغرب يحتل أراض موريتانية، وهي مزاعم سرعان ما تلقفتها وسائل الإعلام الجزائرية وتلك التابعة لجبهة البوليساريو. غير أن الرد الرسمي الموريتاني جاء حاسما ليضع حدا لهذه السرديات الملفقة.

البوليساريو تحاول خلق التوتر عند الحدود

وتزامنا مع هذا الجدل، أعلنت جبهة البوليساريو رفضها لقرار السلطات الموريتانية إعلان منطقة لبريجة “منطقة عسكرية محظورة على المدنيين”، بعد أن قام الجيش الموريتاني بإحباط محاولة تسلل لعناصر من الجبهة كانوا على متن مركبات ويريدون الدخول إلى الأراضي الموريتانية بطريقة غير شرعية.

وحسب مصادر عسكرية، فقد تم تعزيز تواجد القوات الموريتانية في المنطقة لضمان استقرار الوضع ومنع أي خرق محتمل، وهي الخطوة التي تعكس الجدية التي تتعامل بها نواكشوط مع أي تهديد أمني. سواء كان مصدره البوليساريو أو غيرها.

العلاقات الموريتانية المغربية في أفضل حالاتها

وبعيدا عن محاولات التشويش الإعلامي والسياسي، تظهر المعطيات الواقعية أن العلاقات الموريتانية المغربية تعيش واحدة من أفضل مراحلها في السنوات الأخيرة، سواء على المستوى الدبلوماسي أو الاقتصادي. فقد شهدت الأسابيع الماضية زيارات متبادلة، واتفاقيات تعاون جديدة، أبرزها تلك المتعلقة بتطوير التجارة والربط اللوجستي.

وتدرك موريتانيا تماما أن استقرارها لا ينفصل عن استقرار جيرانها، خصوصا المغرب الذي يشكل حليفا استراتيجيا في المنطقة، سواء في مكافحة الإرهاب أو في تطوير المشاريع التنموية. كما أن الرباط تنظر إلى نواكشوط كشريك موثوق، بعيدا عن حسابات الاستقطاب الإقليمي الذي تغذيه الجزائر من خلال دعمها اللامحدود لجبهة البوليساريو.

نهاية أوهام الاحتلال المزعوم

الرسائل التي بعثت بها نواكشوط من خلال نفيها القاطع لمزاعم الاحتلال، وتعزيزها للحضور العسكري على الأرض، وتجاهلها للأصوات النشاز التي تغذيها أجندات معروفة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن العلاقات الموريتانية المغربية هي علاقات ثابتة، مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

ومع استمرار محاولات البوليساريو والجزائر في إحداث شرخ بين البلدين، يبدو أن الحكمة السياسية في نواكشوط والرباط قادرة على إفشال كل هذه المحاولات، لتبقى الشراكة الموريتانية المغربية عصيّة على الاختراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى