دول الساحل تستدعي سفراءها من الجزائر وتتهمها بالإرهاب

في خطوة تصعيدية، قررت دول الساحل، مالي والنيجر وبوركينا فاسو، الأعضاء في تحالف دول الساحل، استدعاء سفرائها من الجزائر للتشاور. عقب إسقاط الجيش الجزائري طائرة مسيرة تابعة للجيش المالي بالقرب من الحدود المشتركة.
هذا القرار أعلن في بيان رسمي صدر، أمس الأحد. حيث وصفت الدول الثلاث هذا الفعل بأنه “عدوان غير مسؤول” وانتهاك للقانون الدولي.
دول الساحل تروي تفاصيل الحادثة
وفقا لبيان وزارة الدفاع الجزائرية، تمكنت وحدة دفاع جوي من إسقاط طائرة استطلاع مسلحة بدون طيار. بعد أن اخترقت المجال الجوي الجزائري لمسافة 2 كيلومتر بالقرب من مدينة تين زاوتين الحدودية.
في المقابل. نفت السلطات المالية هذه الادعاءات، مؤكدة أن الطائرة كانت تقوم بمهمة مراقبة روتينية داخل الأراضي المالية. ولم تخترق المجال الجوي الجزائري.
وفي هذا السياق. اتهم رئيس الوزراء المالي، الجنرال عبد الله مايغا، الجزائر بـ”رعاية الإرهاب الدولي”، مما يزيد من حدة التوتر بين البلدين. لذلك يعكس
هذا التصعيد الدبلوماسي التوتر المتزايد بين الجزائر ودول الساحل. لاسيما بعد انسحاب مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا . بالإضافة إلى تشكيلهم لتحالفهم الأمني الخاص في شتنبر الماضي. لذلك يسعى التحالف الجديد لتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين الدول الأعضاء. بعيدا عن التأثيرات الخارجية.
مخاوف من تصاعد النزاع مع الجزائر
على الرغم من حدة التصريحات. يرى محللون أن الأمور قد لا تتجاوز الحرب الكلامية. ريدا ليموري، خبير في شؤون الساحل، أشار، في تصريحات إعلامية، إلى أن مالي قد تواجه صعوبة في إجراء تحقيق شامل حول الحادثة. لاسيما أن المنطقة التي سقطت فيها الطائرة ليست تحت سيطرة الحكومة المالية. وأن حطام الطائرة وقع في أيدي جماعات متمردة. بالمقابل يرى محللون أن الجزائر متورطة في إسقاط الطائرة داخل مالي.
وفي هذا السياق. شهدت العلاقات بين الجزائر ومالي تدهورا منذ الانقلابات العسكرية في مالي عامي 2020 و2021. الجزائر، التي كانت تلعب دور الوسيط في النزاعات الداخلية المالية، انتقدت بشدة استخدام مالي لمرتزقة روس وطائرات مسيرة في عملياتها العسكرية، معربة عن مخاوفها من تأثير ذلك على استقرار المنطقة. قبل أن يلجأ نظام شنقريحة إلى دعم الانفصاليين في أزواد.
الآفاق المستقبلية للعلاقات
في ظل هذه التطورات. يبقى التساؤل حول مستقبل العلاقات بين الجزائر ودول الساحل. هل ستتجه الأطراف نحو التهدئة والحوار. أم أن التصعيد سيستمر، مما قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي؟