غاضبون من قيس سعيد: “تبون ارحل”

شهدت شوارع تونس، في الآونة الأخيرة، موجة من الاحتجاجات الحاشدة، تخللتها شعارات غاضبة ضد الرئيس تونس قيس سعيد.
وهتف المحتجون بشعار “تبون ارحل”، في إشارة إلى تراجع دور تونس، منذ قرار قيس سعيد التحالف مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حتى أصبحت تونس “ولاية جزائرية”، حسب تصريحات المعارضين للنظام التونسي. وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق متوتر، حيث تتشابك الأزمات السياسية والاقتصادية في المنطقة المغاربية، ما يعكس الغضب الشعبي المتزايد تجاه التدخلات الجزائرية في الشأن التونسي والإقليمي.
تونس كقاعدة خلفية لإرهابيي البوليساريو
الاحتجاجات ليست فقط تعبيرا عن الغضب الشعبي، بل تسلط الضوء على اتهامات متصاعدة ضد تونس بتحولها إلى قاعدة خلفية لإرهابيي جبهة البوليساريو، إذ يواجه نظام الرئيس قيس سعيد اتهامات مباشرة بالتنسيق مع البوليساريو، ودعمها على المستويات السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية.
هذا التوجه، بحسب مراقبين، يعد انقلابا على دور تونس التقليدي كدولة ديمقراطية مستقرة تؤمن بالسلام والتعاون الإقليمي، إذ تظهر تونس في صورة جديدة كدولة تعتمد خطابا عدائيا وتدعم الانفصاليين، ما يشكل تهديدا مباشرا للاستقرار الإقليمي.
الدعوات المغربية لاتخاذ موقف صارم
في ضوء هذه التطورات، تتزايد الدعوات في المملكة المغربية لتعزيز قدراتها العسكرية وتبني استراتيجيات هجينة قادرة على التعامل مع التهديدات الصادرة عن “كيان العدو التونسي”، إذ يرى محللون أن المغرب، في ظل التحديات الراهنة، أصبح له كامل الحق والمشروعية في اتخاذ خطوات عسكرية إذا دعت الضرورة لحماية أمنه القومي.
ويُعتبر دعم تونس للبوليساريو خطوة خطيرة على مستوى الأمن الإقليمي، ما يدعو الرباط لإعادة النظر في سياساتها تجاه جارتها الشرقية، بما في ذلك استخدام أدوات الضغط السياسي والاقتصادي وحتى العسكري.
قراءة دولية: كيف ستتعامل العواصم الكبرى؟
التغير الجذري في السياسة التونسية، من دولة ديمقراطية تسعى للتنمية إلى دولة دكتاتورية تدعم الإرهاب والانفصال، يطرح تساؤلات جدية على العواصم الكبرى، مثل واشنطن وباريس، فهل ستستمر هذه القوى الدولية في دعم تونس في ظل هذا التحول الخطير؟
تتطلب هذه المرحلة قراءة واضحة للمشهد الإقليمي من قبل القوى الدولية، خاصة أن خطاب تونس الجديد يشكل تهديدًا لا يقتصر على المغرب فقط، بل يمتد ليشمل الأمن والاستقرار في المنطقة ككل.
احتجاجات ضد قيس ورؤية مستقبلية للتصعيد
بين هتافات “تبون ارحل” والاتهامات لتونس بدعم الإرهاب، يبدو أن المنطقة المغاربية أمام مرحلة جديدة من التوترات، ففي ظل غياب حلول سياسية شاملة، تبقى الخيارات مفتوحة على جميع الاحتمالات، بما فيها تصعيد المواجهة بين المغرب وتونس، سواء عبر الحروب الهجينة أو الوسائل التقليدية.