كابرانات الجزائر

بوعلام صنصال يغادر المستشفى والجزائر تعيده للسجن

أعلنت مصادر رسمية فرنسية أن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال غادر المستشفى.

ونقلت السلطات الجزائرية صنصال مجددا إلى السجن بعد تلقي العلاج. إذ أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن السلطات الجزائرية رفضت طلب زيارة البعثة الدبلوماسية الفرنسية له.

وصرح بارو خلال مقابلة إذاعية مع إذاعة “سود راديو”، أن زوجة صنصال أبلغت السلطات الفرنسية بمستجدات حالته. وأضاف أن الحكومة الفرنسية بذلت جهودا دبلوماسية لتأمين زيارة قنصلية. ومع ذلك، رفضت السلطات الجزائرية هذا الطلب، مما أثار استياءً واسعًا في فرنسا.

اعتقال بوعلام صنصال وخلفيات القضية

واعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال في 16 نوفمبر 2024 عند وصوله إلى مطار الجزائر العاصمة. ووجهت إليه تهم بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري. تتهم هذه المادة صنصال بـ”استهداف أمن الدولة والوحدة الوطنية”.

وفقا لتقارير صحيفة “لوموند” الفرنسية، جاء الاعتقال بعد تصريحات أدلى بها صنصال لموقع “فرونتيير” الفرنسي. إذ تناولت التصريحات قضية الأراضي المغربية التي اقتطعت لصالح الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية.

وساءت حالة صنصال الصحية بعد الاعتقال، مما استدعى نقله إلى المستشفى في منتصف دجنبر الماضي. ولم تتمكن السلطات الفرنسية أو محاميه من لقائه بسبب رفض السلطات الجزائرية.

فرنسا وردود الفعل الدولية

أدان البرلمان الأوروبي في 23 يناير 2025 استمرار احتجاز بوعلام صنصال. وطالب البرلمان بالإفراج عنه فورا ودون شروط. وأكد أن احترام حقوق الإنسان شرط أساسي لتجديد الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

كما دعا البرلمان إلى إطلاق سراح جميع النشطاء والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان المعتقلين. إضافة إلى مراجعة القوانين القمعية التي تقيد الحريات الأساسية واستقلال القضاء.

تقرير “هيومن رايتس ووتش” حول بوعلام صنصال

وكشف تقرير “هيومن رايتس ووتش عن استمرار السلطات الجزائرية في قمع المعارضة وإغلاق الفضاء المدني. وأشار إلى تقييد حرية التعبير والصحافة والتجمع السلمي. كما تناول خروقات حقوقية رافقت الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

ذكر التقرير اعتقال الناشط محمد تجاديت والفنانة الفرنسية-الجزائرية جميلة بن طويس. إذ حكم على بن طويس بالسجن لمدة عامين بسبب أغنية انتقدت قمع احتجاجات الحراك.

أبرز التقرير تصنيف الجزائر في المرتبة 139 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة لعام 2024. وسجلت الجزائر تراجعًا بثلاث مراتب مقارنة بعام 2023.

تداعيات القضية على العلاقات الفرنسية-الجزائرية

وتعد قضية بوعلام صنصال واحدة من الملفات الحساسة بين فرنسا والجزائر. لا سيما أن الكاتب، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، يواجه سلسلة من التحديات. أثارت هذه التحديات قلقا واسعًا بين المنظمات الحقوقية والمثقفين.

ومع استمرار احتجاز بوعلام صنصال، تظل قضيته نقطة خلاف رئيسية بين فرنسا والجزائر. تسلط هذه الأحداث الضوء على التحديات التي تواجه حرية التعبير والحقوق الإنسانية في الجزائر. تظهر الأحداث أهمية تعزيز الحوار الدولي لحماية هذه القيم الأساسية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى