الحكم الذاتي

أموال جزائرية ضخمة لمواجهة المغربية لطيفة أخرباش

قالت مصادر إن أموال جزائرية ضخمة تم صرفها في سياق المنافسة المحتدمة داخل أروقة الاتحاد الإفريقي.

وأطلقت الجزائر حملة مكثفة لدعم مرشحتها لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، سلمى مليكة حدادي.

وهذا السياق أشرف على الحملة وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف. وبدأها من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وعلى سبيل المثال، فزيارة عطاف الرسمية بصفته مبعوثا خاصا للرئيس عبد المجيد تبون إلى إفريقيا، لا تخف تسخير أموال جزائرية ضخمة. علاوة على مواجهة المغرب.

الفعالية، التي نظمتها سفارة الجزائر في أديس أبابا بحضور ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الاتحاد الإفريقي وكبار مسؤولي المنظمة.

ورغم ذلك، قال الوزير عطاف إن هذا الترشيح يأتي في إطار رؤية الجزائر لتعزيز مكانتها في القارة، ناهيك عن تحقيق السلم والتنمية. بالتأكيد لم يتحدث عن أموال جزائرية يتم صرفها لضمان بعض الأصوات.

لذلك، أكد أن الحملة تعكس “العناية الخاصة” التي يوليها الرئيس تبون لمساهمة الجزائر في حوكمة الاتحاد الإفريقي. بالإضافة إلى مواجهة التحديات القارية.

ويرى متتبعون أن العطاف يستعين في دعم مرشحته بأموال جزائرية ضخمة، في خطوة لا تخلو من دلالات سياسية.

و سخرت الجزائر إمكانيات مالية ودبلوماسية هائلة لدعم ترشيح مرشحتها. بهدف مواجهة ترشيح المغرب لطيفة أخرباش، المرشحة البارزة ذات التجربة الكبيرة. علاوة على ذلك يبدو أن مصداقية الجارة فقدت في إفريقيا.

ويأتي هذا في سياق تنافس إقليمي متصاعد، إذ تسعى الجزائر لتعزيز نفوذها في الاتحاد الإفريقي ومحاصرة المغرب.

بينما يواصل المغرب توطيد علاقاته مع القارة الإفريقية من خلال شراكات اقتصادية ومبادرات دبلوماسية نوعية.

المغرب: إستراتيجية قوية وحظوظ واعدة

وتتجه الأنظار نحو سباق منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إذ يبرز ترشيح المغرب عبر أخرباش، رئيسة ّالهاكا”، كواحد من أقوى الملفات.

وفقا لمهتمين، فإن الملف المغربي يستند إلى إستراتيجية دبلوماسية. لذلك عززت المملكة مكانتها في إفريقيا، خاصة منذ العودة إلى الاتحاد الإفريقي في 2017. كذلك مكنت هذه العودة المغرب من بناء شبكة علاقات قوية مع الدول الإفريقية. وعلى سبيل المثال إقامة مشاريع تنموية كبرى. علاوة على شراكات متعددة الأبعاد. على الرغم من أموال جزائرية يتم صرفها في كل المناسبات.

في المقابل، تبدو حظوظ الجزائر أضعف نسبيا، نتيجة التراجع الواضح في أداء دبلوماسيتها. رغم ذلك يتواصل ضخ أموال الجزائر.

إضافة إلى تصدع تحالفاتها القارية التقليدية التي كانت تعتمد عليها في تعزيز حضورها داخل إفريقيا.

إستراتيجية مغربية متكاملة

ويؤكد خبراء دوليون أن ترشيح المغرب يعكس رؤية استراتيجية للدبلوماسية المغربية، التي تركز على تعزيز حضورها في المنظمات الدولية والإقليمية.

وتهدف هذه المقاربة إلى إبراز دور المغرب كعضو فاعل ومسؤول في المجتمع الدولي، وإلى الإسهام بفعالية في معالجة القضايا الإفريقية الملحة. على النقيض من أموال الجزائر.

وترتكز هذه الإستراتيجية على توسيع شبكة التعاون متعدد الأطراف، سواء عبر مبادرات تنموية كبرى مثل مشاريع البنية التحتية والطاقة.

بالإضافة إلى بناء شراكات قائمة على المصالح المتبادلة مع دول القارة.

وفي الواقع ينظر إلى هذه التحركات كجزء من رؤية أشمل تجعل من المغرب شريكا موثوقا قادرا على تعزيز السلام. بالإضافة إلى الاستقرار والتنمية المستدامة في إفريقيا. على النقيض من أموال الجزائر التي تسخرها لمهاجمة المغرب.

وفي الختام، تتضح مع اقتراب موعد الانتخابات في فبراير المقبل، قوة الترشيح المغربي. علاوة على أنه يمثل منافسا جديا في مواجهة ملفات أخرى، ومنها الملف الجزائري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى