أخبار الصحراء

صحراويون يفرون من تندوف نحو المغرب

تتزايد أعداد الصحراويين الفارين من مخيمات تندوف الواقعة في الجزائر، في ظل الظروف المعيشية القاسية التي يعانون منها، إذ أصبح حلم العودة إلى المغرب خيارا شائعا، رغم التحديات والمخاطر التي تواجههم أثناء رحلتهم الطويلة والمعقدة عبر الصحراء.

رحلة محفوفة بالمخاطر إلى نواذيبو

ويتوجه الصحراويون الراغبون في العودة إلى القنصلية المغربية في نواذيبو بموريتانيا، التي تمثل نقطة البداية الرسمية لعودتهم إلى وطنهم، علما أن الرحلة غالبا ما تكون شاقة، إذ يضطر العديد منهم إلى الهروب من المخيمات سرا، متجنبين الدوريات العسكرية الجزائرية ومراقبة البوليساريو، وهي الرحلة الليلية التي تتم عبر الصحاري والطرق الرملية، وغالبا ما تكون محفوفة بالمخاطر، لكنها أملهم الوحيد للوصول إلى بر الأمان.

أسباب الهروب من تندوف

وتعكس رغبة الصحراويين في العودة إلى المغرب تدهور الأوضاع المعيشية في مخيمات تندوف، حيث يعانون من الحصار المفروض من الجزائر والذي يحد من حرية التنقل، ونقص الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والماء والخدمات الصحية، وتدهور الأوضاع الأمنية وانتشار الفوضى داخل المخيمات، إضافة إلى الأوضاع الصعبة، التي دفعت العديد من سكان المخيمات، بمن فيهم عائلات بأكملها، إلى البحث عن مستقبل أفضل في وطنهم الأم.

ورغم وصولهم إلى القنصلية المغربية في نواذيبو، فإن العودة إلى المغرب ليست فورية، فالطلبات المقدمة تخضع لمراجعة دقيقة من الجهات المغربية المختصة، للتحقق من أصول المتقدمين وماضيهم، إذ يأتي هذا التدقيق في أعقاب أحداث كديم إزيك في 2010، التي شهدت أعمال عنف راح ضحيتها 11 عنصرا من قوات الأمن المغربية.

هذا الإجراء، وإن كان ضروريا لضمان الأمن، يؤدي أحيانا إلى تأخير الردود، مما يجبر بعض الصحراويين على العودة مؤقتا إلى مخيمات تندوف بانتظار قرار السلطات.

أرقام متضاربة حول سكان تندوف

وبينما تشير جبهة البوليساريو إلى أن مخيمات تندوف تضم نحو 160,000 لاجئ، تقدر المملكة المغربية عدد المغاربة المحتجزين هناك بـ 20,000 شخص فقط، ويعزو مراقبون هذه الفجوة إلى وجود أفراد من جنسيات أخرى، مثل الجزائريين والموريتانيين والماليين، داخل المخيمات، إذ يعتقد أن البوليساريو تستغل وجودهم لزيادة الأرقام المقدمة إلى المجتمع الدولي، بغرض الحصول على مزيد من المساعدات الإنسانية.

وسبق للممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن أكد استعداد المملكة لاستقبال جميع المغاربة العائدين من تندوف، مشددا على أنهم جزء من الشعب المغربي، وذكر أن المملكة تظل ملتزمة بتسهيل عودتهم وتوفير حياة كريمة لهم داخل الوطن.

ومع استمرار تدهور الأوضاع في مخيمات تندوف، يبقى حلم العودة إلى المغرب خيارا رئيسيا للعديد من الصحراويين. وبينما تعمل السلطات المغربية على استقبالهم، تظل الحاجة إلى دعم دولي إنساني ودبلوماسي ضرورية لتخفيف معاناتهم وحل الأزمة بشكل مستدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى