فرنسا تصعد ضد الجزائر: لن نسمح بإذلالنا

أعلنت وزير داخلية فرنسا، برونو روتايو عن اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة الجزائر بسبب رفضها استقبال مواطنيها المرحلين.
ووصف الوزير الوضع بأنه بلغ مرحلة خطيرة، مشيرا إلى أن الجزائر تحاول إذلال فرنسا عبر عرقلة عمليات الترحيل. وقال إن الحكومة الفرنسية لن تتسامح مع هذا السلوك، مشددا على ضرورة اللجوء إلى كل الوسائل الممكنة للتصدي لهذه الأزمة.
فرنسا والحملة ضد المؤثرين الجزائريين
وكثفت فرنسا جهودها لمواجهة المؤثرين الجزائريين الذين ينشرون خطاب الكراهية والتحريض على العنف عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أبرز المعتقلين في هذه الحملة:
-
يوسف أزيريا (زازو يوسف):
مؤثر شهير يمتلك 400 ألف متابع على “تيك توك”. اعتقلته السلطات في مدينة بريست شمال باريس بعد نشره فيديو يدعو فيه إلى إطلاق النار على المعارضين الجزائريين. هذه التصريحات أثارت مخاوف السلطات الفرنسية ودفعتها لاتخاذ إجراءات قانونية حازمة ضده.
-
عماد تنتان:
مؤثر لديه نحو 70 ألف متابع على “تيك توك”. اعتقلته الشرطة في غرونوبل. بسبب فيديو دعا فيه إلى الحرق والقتل والاغتصاب ضد معارضي السلطة الجزائرية المقيمين في فرنسا. السلطات وصفت تصريحاته بأنها دنيئة وتشكل تهديدًا مباشرا للأمن.
-
دوالمين (عمي بوعلام):
مؤثر مثير للجدل موال لنظام الجزائر، على “تيك توك” يتابعه 138 ألف شخص. رحلته فرنسا بعد اتهامه بالتحريض على التعذيب ضد معارض جزائري. الجزائر رفضت استقباله وأعادته إلى فرنسا حيث وُضع في مركز احتجاز إداري بانتظار البت في قضيته.
تصعيد فرنسي وعقوبات محتملة
وأكد وزير داخلية باريس أن الحكومة بالتعاون مع الرئاسة ستدرس عقوبات ضد الجزائر تشمل إجراءات دبلوماسية واقتصادية. لاسيما أن فرنسا تسعى من خلال هذه الخطوات إلى فرض ضغوط على الجزائر لتغيير موقفها.
الأزمة بين فرنسا والجزائر تعكس توترا في العلاقات الثنائية. و تبرر إجراءاتها بحماية أمنها الداخلي، بينما تعتبر الجزائر هذه الخطوات استفزازا يمس سيادتها.
هذه التطورات تأتي في ظل توتر غير مسبوق يشوب العلاقات بين الجزائر وفرنسا. مما زاد الأوضاع حدة خلال الأسابيع الأخيرة. وأشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حديثه أمام سفراء بلاده بقصر الإليزيه يوم الثلاثاء الماضي، بشكل مباشر إلى قضية اعتقال الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، الذي أثار جدلا واسعا بسبب تصريحاته التي شكّكت في أحقية الحدود الجزائرية.
واستغل ماكرون المناسبة لتوجيه انتقادات حادة، وصرح قائلا: “الجزائر التي نحبها كثيرا، والتي نتشارك معها الكثير من الأبناء والكثير من القصص، تسيء إلى سمعتها من خلال منع رجل مريض بشدة من الحصول على العلاج”.