من العصر الحجري إلى العصر العاتري: قصة استقرار الإنسان في الصحراء المغربية

تم اكتشاف بالأقاليم الجنوبية المغربية عدد من المواقع الأثرية التي تعود إلى العصر “العاتري”، مما يبرز تاريخ الاستيطان البشري في هذه المناطق منذ عصور ما قبل التاريخ.
استقرار الإنسان في الصحراء منذ العصر الحجري
حسب عدد من الباحثين، فقد استقر الإنسان في جهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب، منذ العصر الحجري القديم الأسفل. وترك لنا هذا الإنسان أدلة مهمة على وجوده في هذه المناطق، بما في ذلك أدواته الشخصية التي تم العثور عليها في عدة مواقع. وتعود هذه الأدوات التي تعود لعصور ما قبل التاريخ، تم اكتشافها في ثلاثة مواقع بإقليم أوسرد وفي موقعين بمنطقة السمارة. كما تم اكتشاف أقدم إنسان منتصب القامة في المغرب، والذي يعود تاريخه إلى 700 ألف سنة، في عين معروف والدار البيضاء.
حماية الفن الصخري
ويركز الباحثون أنفسهم على أهمية تعزيز التدبير الحكيم للمواقع الأثرية من خلال توفير الموارد اللوجستية والبشرية والمادية اللازمة. إضافة إلى ذلك، يشددون على أهمية التوعية والتحسيس بأهمية التراث الأثري عبر وسائل الإعلام والمناهج التعليمية، داعين إلى تثمين هذا الموروث الثقافي بطريقة تسهم في حمايته واستدامته. وتزخر بجهة الداخلة وادي الذهب بآثار عديدة تكشف عن الحضارات القديمة في هذه المنطقة، التي تعود إلى العصر الحجري القديم الأسفل، المعروف أيضا بالفترة الأشولية، حيث تم اكتشاف أدوات مصنوعة من الكوارتزيت المحلي، مما يثبت استقرار الإنسان في هذه الأراضي منذ آلاف السنين. كما تحتوي المنطقة على أدوات وآثار تعود للعصر الحجري الوسيط والعصر العاتري، مما يعزز من فهمنا للتاريخ الطويل لهذه المناطق.
الخزف في العصر الحجري
وبخصوص موضوع الخزف في العصر الحجري الحديث، فقد تم العثور عن التقنيات المتنوعة والزخارف التي استخدمها الإنسان القديم في صناعة الخزف، ما يعكس تفكير الإنسان في تلك الفترة، حيث يشير إلى التأثيرات الصحراوية في تصميم الفخار، كما يظهر من خلال إناء خزفي تم اكتشافه في موقع الصافية في بئر كندوز بإقليم أوسرد.